دفاعا عن الوطن

العدوان الفاشي الذي تتعرض له اليمن منذ قرابة خمسة أشهر من قبل ما يسمى دول التحالف ـ وعلى رأسها دولة آل سعود ـ وبدعم وتأييد أمريكي ـ أوروبي وتحت ذرائع ودعاوي فارغة كاذبة ظالمة.. وليس لهذا العدوان الهمجي ما يبرره سوى أنه غزو خارجي وأطماع توسعية في مكانة اليمن وموقعها الاستراتيجي المؤثر على كافة المستويات.. وحتما فإنه عدوان غادر ومؤامرة مبيتة من عشرات السنين لهذا الشعب العربي الأصيل ولهذه الأرض الطيبة.. أرادوا به وأد إرادة اليمنيين وتركيعهم لخيارات التبعية والارتباط بشروط وإملاءات لا يستسيغها منطق العصر ولا يقبلها عقل طفل رضيع.
إنهم أرادوا بهذا العدوان أن تخضع اليمن أرضا وشعبا وإنسانا لما يريدونه لها من التوجه والسير في فلك العمالة والارتباط.. ولكن هيهات أن يتم لها ذلك مهما بلغت التضحيات ومهما بلغ بهم الكبر والغرور لأن الشعب اليمني ـ بكل قواه وشرائحه قد شب عن الطوق ولفظ أولئك الحثالات والعملاء الخونة الذين ارتموا في أحضان قرن الشيطان وباعوا ضمائرهم ووطنيتهم بحفنة من الفلوس المدنسة لا يمكن لهذا الشعب الأبي أن يتراجع عن قرار إرادته أو أن يستسلم لمثل هذه المؤامرة الجهنمية القذرة وسيبذل الغالي والرخيص في سبيل سيادته على أرضه واستقلال قراره وسيقف صنديدا عنيدا في مواجهة الصلف التحالفي -السعو أمريكي صهيوني ـ بكل ما أوتي من قوة وعزم واثقا من قدرته على دحر العدوان وردع المعتدين برا وبحرا وجوا.. لأنه شعب مظلوم ومتكل على الله سبحانه وتعالى أولا ثم على إرادته التي لم تقهر على مر العصور ـ ومع التوكل على الله والتمسك بحبله الوثيق تنجلي كل الأمور وتنفرج كافة الأزمات ويتحقق النصر المبين.
ولو راجعنا ما الذي يدور في الشارع اليمني منذ بدء العدوان البربري حتى هذه اللحظة لوجدنا أن حماس جماهير الشعب بكل طوائفهم وفئاتهم وبجميع مستوياتهم وثقافاتهم بل وأعمارهم وأجناسهم يتجه نحو الجهاد المقدس دفاعا عن هذا الوطن الغالي العزيز وصونا لكرامته وحفاظا على وحدته وسلامة أراضيه وأمنه واستقراره.. حتى أولئك الزهرات من الشباب والأطفال لا نراهم إلا رافعي شعار “بالروح بالدم نفديك يا وطن ويا يمن”.
على هذا الأساس تنبني الأفكار وتتوجه القلوب والأنظار صوب ما هو معول ومطلوب في هذه الظروف الدقيقة الحرجة إلى هبة شعبية شاملة لردع العدوان ورد كيدهم إلى نحورهم مهما بلغ بهم الغرور والكبرياء وسينتصر الحق على الباطل والمظلوم على الظالم وما النصر إلا من عند الله.

قد يعجبك ايضا