ما الذي سوف يوقف العدوان السعودي على اليمن
ما نعرفه عن طباع آل سعود وعن عقيدة الجيش السعودي أنه لا أخلاق لهم و لا قيم و أن الروح التي تحكم سياساتهم و توجهاتهم هي روح التوحش و الذبح و القسوة و الغدر و عدم الوفاء بالعهود والمواثيق والأعراف ممزوجة بطبع متغطرس متكبر فرعوني.
كما نعرف أن الهدف الأساس من العدوان الصهيو سعودي على اليمن هو إعادة هذا البلد المهم و الاستراتيجي إلى بيت الطاعة السعودي بعد أن أعلن الخروج منه و قدم الكثير من التضحيات في سبيل الاستقلال و ما نشاهده اليوم يثبت لنا أن تحقق تلك الأهداف كان منذ البداية أمرا مستحيلا و مع استمرار الحرب أصبح أكثر استحالة و لا أمل في تحقق الأهداف السعودية المعلنة أو الضمنية .
كما أن الشعارات التي يرفعها الشعب اليمني ( الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ) جعلت من هذا الشعب العظيم رافدا أساسيا لمشروع المقاومة في المنطقة و أيضا هدفا أصليا للاستكبار العالمي وللكيان الصهيوني مما جعل الولايات المتحدة الامريكية و الكيان الصهيوني عنصرين أساسيين في الحرب على اليمن على مستوى القرار و التخطيط و الدعم و التنفيذ .
من جهة أخرى و نتيجة للنفوذ الأمريكي السعودي العالمي فإن العدوان على اليمن يقابل بسكوت لم نشهد له مثيلا في التاريخ المعاصر حتى أنه فاق السكوت و التواطؤ العالمي حيال الإجرام الصهيوني في حق أبناء شعبنا الفلسطيني المظلوم حيث أنفقت المملكة السعودية المليارات من الدولارات من أجل إسكات المنظمات العالمية و الدول المحادية .
أضف إلى ذلك أن قاطبة الماكنة الإعلامية العالمية تعمل في خدمة العدوان السعودي فهي إما متحدة المبادئ والأهداف مع العدوان الصهيوسعودي منذ البداية أو تم شراؤها وإساكتها بالمال السعودي.
إذن فالمملكة تكاد لا تتعرض إلى أي ضغط سياسي أو إعلامي يجبرها على إيقاف آلة الإجرام في حق الشعب اليمني الأعزل و الوحيد والتساؤل هو: ما الذي يمكن أن يجبر آل سعود على التراجع أو الإحجام عن متابعة الحرب .
إن ما يمكن أن ينقذ الشعب اليمني من ويلات العدوان الصهيو سعودي هو اللجوء إلى أي إمكانية مشروعة للدفاع عن النفس والأرض والعرض وتلقين العدو دروسا حقيقية مؤلمة في العمق تجعله يرجح التهدئة أو إيقاف الحرب .
لا مفر للشعب اليمني من استخدام الخيارات الاستراتيجية التي يدعي أنصار الله أنهم يمتلكونها وأنها سوف تغير المعادلات مهما كانت التبعات أو التكاليف لأن الوضع المعيشي والميداني والسياسي وصل إلى مرحلة هي أخطر من تبعات الاستفادة من تلك الخيارات الاستراتيجية كما أن الانتصارات الجزئية للعدو في عدن و لحج ربما شجعته أكثر وقللت من فرص يأس العدو من تحقيق أهدافه .
كما يمكن الاستنتاج من حال الشارع اليمني أن المناخ الشعبي بالرد الموجع قد تخطت سقف التأييد و وصلت المرحلة المطالبة الجدية بذلك.
ويبقى أن نناشد كل الأطياف والأحزاب السياسية في اليمن ضرورة توحيد الكلمة و الموقف و الوقوف صفا واحدا في مواجهة العدوان الغاشم الذي يستهدف الإنسان اليمني ككل و تحمل المسؤوليات الوطنية في هذه اللحظات التاريخية .
* نقلا عن موقع بانوراما الشرق الأوسط