السعودية و فضيحة الريفييرا قايت
هل سيفتح تحقيق في ما بات يعرف بفضيحة “الريفييرا قايت ” ¿ …في الدول الديمقراطية هناك جهات مخولة لإجراء تحقيقات سواء كانت هذه الجهات جهات قضائية أو برلمانية وأحيانا تشكل لجان لتقصي الحقائق فهل ترى في السعودية يمكن إجراء تحقيق عن الملك ومع الملك أو بطانته المقربة الفاسدة أو أعضاء ديوانه لمعرفة ما حدث فعلا في فرنسا ولماذا طرد الملك السعودي مع تلك الجيوش من الخدم والحشم بتلك الطريقة “الفرنسية” المهينة لكرامة الشعب السعودي وهل يمكن الوصول بالتحقيق إلى منتهاه ومعرفة أين يكمن الخلل الحقيقي وهل أن “هروب” الملك مع خدمه وحشمه بتلك الطريقة المزرية إلى منتجعات المغرب لم يكن ضربة مؤلمة لما يسمى نفاقا بالعلاقات المميزة السعودية الفرنسية وهل أن الجهات الفرنسية هي من أوعزت لوسائل الإعلام ولبعض الرافضين لهذا “الوجود” السعودي بشن هذه الحملة الشعواء على الملك في سابقة خطيرة وغير مألوفة خاصة بالنظر إلى حجم التعامل والصفقات والتبادل بين البلدين ¿
ما هو مؤكد في نظام المافيا السعودي أن لا جهة مخولة في السعودية لإجراء هكذا تحقيق لمعرفة الحقيقة حول هذه الفضيحة فلا مكان في دولة آل سعود لمحاسبة الملك وحاشيته وديوانه وبالتالي فان الإعلام السعودي سيتكفل بالتعتيم على هذه الفضيحة وسيسعى إلى التخفيف من حدتها الإعلامية بعد أن رأى العالم بنفسه مدى ما وصل إليه الشعب الفرنسي من كراهية واضحة لهذا النظام البولشيفي الستاليني الفاسد و ما نشر بالصحف من كاريكاتير يستهزئ بهذه” العائلة” الفاسدة وينشر تفاصيل لياليها الحمراء وإنفاقها الخيالي على البغاء والسكر وبقية أنواع الشذوذ الجنسي لبعض أفراد العائلة الحاكمة فضيحة الملك سلمان وطرده بتلك الطريقة المهينة تستحق كتابا وليس مجرد تحقيق وما كان لفضيحة مثل هذه أن تمر دون أن تعطي الدليل للمتابعين بأن سياسة السعودية وانخراطها في الإرهاب وفي رعاية إرهاب الدولة قد بعثا للعالم رسائل سلبية متواصلة حول الطبيعة الدموية النازية لهذا النظام الذي يأتي ملكه وحاشيته للتلذذ بالطبيعة والبحر الفرنسي في حين تقصف طائرات وقواته الإرهابية التكفيرية الشعب اليمني والسوري والعراقي بحمم النار القاتلة .
هناك حالة من الكراهية الساخنة تختلج في عقول الشعوب الغربية والعربية تجاه السعودية وتجاه الشعب السعودي و تجاه أسرته الدموية الحاكمة ولعل الشعب السعودي هو من أكثر الشعوب العربية تعرضا لهذه الكراهية بالنظر لتصرفاته المسرفة المغرورة وميله للتعدي على عادات وتقاليد الشعوب الأخرى والشعب الفرنسي يدرك أن الإخوان كواش مثلا هم تلاميذ المدرسة التكفيرية السعودية التي اغتالت صحفي مجلة “شارلي هيبدو” ويدرك أن ما يحدث في سوريا والعراق من قتل هو إفراز منطقي لهذا الفكر التكفيري السعودي الموغل في الجهل وعدم التسامح فهل بعد ذلك نفاجأ بطرد هذه ” العائلة” الدموية ورفض الفرنسيين استقبال والتعايش مع هذا ” الجار” النازي المتوحش الذي لا يعرف الحضارة والإسلام والقيم والمبادئ الإنسانية ويتعامل مع الآخر بعقلية منحرفة وبذوق فاسد وبقلة احترام في حين يعلم الجميع أنه لولا الطفرة النفطية لبقى هؤلاء ” البربر” يرعون الإبل ويقتاتون من بول البعير .
لم يتحدث مذيعو قناة العربية المنتمون للعصر الطباشيري عن فضيحة طرد ملكهم من شواطئ الريفيرا الفرنسية ولم يأت على لسانهم ما حدث من تبرم وسخط الشعب الفرنسي ورفضه بقاء هذا الملك الفاسد يوما آخر يلطخ فيه سمعة العائلة الفرنسية بقلة ذوقه ومجونه الفائق وعدم قدرته على تفهم مشاعر الرفض العارمة التي عمت المنطقة التي دنسها بغروره و قلة حيائه ملايين من الشعب الفرنسي وطبقاته المثقفة وألسنة إعلامه أفشلوا هذه الزيارة غير المرغوب فيها وأعلنوا للإعلام أنهم يرفضون مجرد وجود هذا الملك الدموي الاستبدادي مهما دفع من بليارات الدولارات للتغطية على همجيته وقلة حيائه فهناك استياء وهناك موجة سخط وهناك كراهية للراية الخضراء ولمن ينتسب إليها ولعل الشعب الفرنسي ليس أقل شهامة من الشعب التونسي حين طرد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الأمير الماجن السعودي تركي في تعبير واضح عن أن كرامة التونسيين فوق كل اعتبار وأن السعودية لن تكون يوما من الأيام في عظمة وتاريخ الشعب التونسي في كل العناوين .
هناك قواعد ومشاعر وأدبيات لا تعرفها السلطة الحاكمة في السعودية وكما تجاوز ملك الموت هذه القواعد والمشاعر والأدبيات حين أرسل قوافل الموت التكفيرية لسوريا لضرب الشعب السوري واستقراره و أرسل طائراته لقصف الشعب اليمني دون وجه شرعي فليس غريبا أن يتجاوز هذا الملك الإرهابي المجرم هذه الأدبيات المذكورة بمحاولته ضم جزء من شاطئ الريفيرا الفرنسي لمساحة قصر ” الفجر” الذي سخره لملذاته و قضاء فترة متعته في حركة استفزت مشاعر