أعداء الأمس أعداء اليوم

يحيى يحيى السريحي

واهم من يعتقد أن بلوغ الأمة العربية والإسلامية هذا المستوى من التدني والانهيار في مختلف جوانبها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية عارض أو دعته الحاجة وخروج الشعوب في ما يسمى بالربيع العربي 2011م وأن لا علاقة للغرب وأمريكا في ما حصل ويحصل للأمة من قتل ودمار   فأعداء الأمس هم أعداء اليوم والصليبيون الذين عاثوا في العرب والمسلمين الاحتلال والقتل والخراب بالأمس البعيد هم اليوم أنفسهم الذين ما انفكوا يكيدون للبلاد والعباد في الأمتين العربية والإسلامية الخطط والمؤامرات من أجل أن يوضعونا ويجعلونا تحت أقدامهم ورحمتهم فالمتتبع للتاريخ يجد أن الحقد المرير الذي يملأ صدور الغرب درجة الجنون هو أحد العوامل التي تبلور مواقف الحضارة الغربية من الشعوب العربية والإسلامية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا, فواقع حالنا اليوم يؤكد أن الغرب يبني علاقاته معنا على أساس الحروب الصليبية التي لا تزال مستمرة وليس على أساس المصالح والاحترام المتبادل بين الدول وهذا ما أكده أيوجين روستو مساعد وزير خارجية امريكا ومستشار الرئيس الامريكي في عهد جونسون لشئون الشرق الاوسط حتى عام 1967م حيث قال: إن الخلافات القائمة بين الغرب والعرب ليست خلافات بين دول أو شعوب بل هي خلافات بين الحضارة الاسلامية والمسيحية وتابع قائلا: لقد كان الصراع بين المسيحية والإسلام منذ القرون الوسطى وهو مستمر حتى هذه اللحظة بصور مختلفة ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب وخضع التراث الاسلامي للتراث المسيحي وعندما سقطت القدس عام 1967م قال راندولف تشرشل: لقد تم لنا إخراج القدس من سيطرة الاسلام وتحقق حلم المسيحيين واليهود على السواء لقد خرجت القدس من ايدي المسلمين ولن تعود اليهم في اية مفاوضات مقبلة مهما كلف ألامر والجنود الصهاينة حينما سقطت القدس خرجوا متجمهرين مع موشي ديان ((هاتفين هذا يوم بيوم خيبر يالثارات خيبر)) وقالوا أيضا: حطوا المشمش عالتفاح دين محمد ولى وراح وقبل سقوط القدس بيد الصهاينة والصليبيين خرج المسيحيون في باريس في مظاهرة حاشدة يحملون لافتات كتب عليها ” قاتلوا المسلمين ” وتبرع الفرنسيون خلال أربعة أيام فقط للصهاينة بمليار فرنك ..
 إن الغرب يدرك أن خطر العرب والمسلمين على المسيحية واليهودية قائم طالما بقي الإسلام وبقيت قوته في صدور المسلمين المتمثل في القرآن الكريم, فالإسلام هو الجدار الصلب الذي يحول دون انتشار المسيحية واليهود يرون ان بقاء اسرائيل مرهون بإزالة المتمسكين بالإسلام يقول كاتب صهيوني يدعى ”  إيرل بوغر ” إن المبدأ الذي قام عليه وجود اسرائيل منذ البداية هو أن العرب لا بد أن يبادروا ذات يوم إلى التعاون معها ولكي يصبح هذا التعاون ممكنا يجب القضاء على جميع العناصر التي تغذي شعور العداء ضد إسرائيل في العالم العربي, وهي حسب زعمه عناصر رجعية تتمثل في رجال الدين والمشائخ وهذا لويس التاسع ملك فرنسا الذي أسر في دار ابن لقمان بالمنصورة في وثيقة محفوظة في دار الوثائق القومية في باريس يقول انه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال حرب وإنما يمكن الانتصار عليهم بوساطة السياسة من خلال الآتي : إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين والعمل على توسيع شقتها حتى يكون هذا الخلاف عاملا في إضعاف المسلمين ثانيا عدم تمكين البلاد العربية والإسلامية أن يقوم فيهم حكم صالح ثالثا إفساد أنظمة الحكم في البلاد العربية والإسلامية بالرشوة والفساد والنساء حتى تنفصل القاعدة عن القمة رابعا الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه يضحي في سبيل مبادئه خامسا الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة ولعل هذا ما تم حرفيا للعرب والمسلمين, ففي الوقت الذي فيه شعوب وقادة الأمتين العربية والإسلامية غارقين وغافلين عن كل ما يحاك لهم من مؤامرات وتدابير أورثتنا الذلة والمهانة والتخلف والرجعية يعمل الغرب ليلا ونهارا دون كلل أو ملل وهذا أحد المبشرين المسيحيين المتآمرين على الإسلام والمسلمين ويدعى تاكلي يقول: يجب أن نستخدم القرآن وهو أقوى سلاح في الإسلام ضد الإسلام نفسه حتى نقضي عليه تماما يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديدا وأن الجديد فيه ليس صحيحا ويقول المستشرق و . ك سميث الأمريكي: إذا اعطي المسلمون الحرية في العالم الإسلامي وعاشوا في ظل أنظمة ديمقراطية فإن الإسلام ينتصر في هذه البلاد وبالدكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب الإسلامية ودينها وينصح رئيس مجلة تايم في كتابه ” سفر آسيا ” الحكومة الأمريكية أن تنشئ في البلاد العربية والإسلامية ديكتاتوريات عسكرية لمنع عودة الإسلام للسيطرة على الأمة الإسلامية وبالتالي الانتصار على الغرب وحضارته واستعماره مع ضرورة أن تعطى هذه الشعوب فترات راحة حتى لا تنفجر أما أحد المسؤولين في الخارجية الفرنسية عام 1952م فيقول إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديدا م

قد يعجبك ايضا