الإرهاب.. الوجه الآخر للعدوان
عبدالسلام الحربي
نعلم جميعا ما مرت به بلادنا اليمن وبعض شعوب المنطقة العربية والإسلامية من أحداث وتداعيات ومظاهرات تحت مسميات عدة أفضت إلى ظهور بعض الأعمال والممارسات الخاطئة وغير الإنسانية من قبل بعض أبناء مجتمعاتها تمثلت بظهور بعض الجماعات الإرهابية في قتل الأبرياء وإلحاق الأضرار بالمرافق والمصالح العامة والخاصة أدت إلى انتشار العنف والمواجهات والتعصبات السياسية والمذهبية بين أوساط تلك الشعوب وخصوصا خلال السنوات القليلة الماضية من عمر ثورات الربيع العربي التي شهدتها بعض الدول العربية والإسلامية ومنها بلادنا اليمن.
إلا أن ما رافق السنوات الماضية من التغيير والتداول السلمي للسلطة في بلادنا اليمن من انتشار بعض الأعمال الإرهابية والإجرامية من قبل العناصر الإرهابية في تنظيم القاعدة والذي أسس اليوم لظهور بعض التنظيمات المتطرفة وتحت مسميات عديدة ظهرت في بلادنا وخلال الأشهر الماضية تمثلت بجماعة الإخوان وأنصار الشريعة وأخيرا تنظيم داعش الذي نسمع عن وجوده في العراق والذي أصبح اليوم يمارس نشاطه الإرهابي في أوساط الشعب اليمني بأساليب إرهابية وإجرامية وصلت إلى استهداف دور العبادة وقتل الأبرياء من مرتاديها من المسلمين وهم يؤدون بعض فرائض الصلاة دون أي ذنب عبر السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والتفجيرات الانتحارية من قبل تلك العناصر تحت غطاء ومعتقدات وأهداف تنسب نفسها إلى الدين الذي يحرم مثل هذه الأعمال التي يشيب لهولها الولدان وكأننا نعيش قصصا خيالية لم نكن نتوقعها أو نصدقها في بلادنا وبين أوساط هذا الشعب المسلم وكأن من هم في بيوت الله صهاينة أو يهود والعياذ بالله من إسرائيل إنما هم مسلمون وأناس يمنيون من أبناء جلدتنا اليمنية لأن من ينفذون مثل هذه الجرائم في الغالب هم يمنيون ومن أبناء محافظات اليمن من أبناء هذه الأرض الطيبة كما قال الله تعالى عنها” بلدة طيبة ورب غفور” وقول الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في أهل اليمن” أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة…الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
إن ما تشهده بلادنا هذه الأيام من أعمال إرهابية وتفجيرات تستهدف بعض الأماكن العامة ودور العبادة في الوقت الذي تشهد فيه اليمن حربا ظالمة وغادرة وجبانة من قبل قوات التحالف العربي الأمريكي بقيادة المملكة العربية السعودية جارة اليمن الكبرى في الحدود والعلاقات والروابط الأخوية منذ القدم… أمر يوحي وبما لا يدع مجالا للشك أن هذه الأعمال الإرهابية لها ارتباط بهذا العدوان وبدعم من بعض قيادات سياسية لها مصالح ومنافع تريد تصفيتها على حساب الوطن والشعب خصوصا في ظل الظروف الأمنية التي تمر بها اليمن في الوقت الراهن.
وما يزيد من حدة القلق والخوف لدى أبناء شعبنا أن استهداف بعض الأماكن ودور العبادة جعل الجميع لا يأمنون على حياتهم في كثير من الأماكن والشوارع وحتى في بيوت الله سبحانه وتعالى وقد وصل الحد بتلك العناصر إلى استهداف الأبرياء مستغلين وضع البلاد الراهن وأحوال الناس البسطاء الصعبة جراء العدوان وأحداث الداخل.. واختلاف المواقف لأطراف الحوار السياسي والذين لا يزالون يغردون خارج سرب الوطن من الداخل والخارج وحوارات فاشلة على كل الطاولات بدءا من موفمبيك صنعاء وانتهاء بجنيف سويسرا والنتائج هي نفس النتائج اختلاف المواقف… وشروط إملائية من قبل بعض الأجندة الخارجية من قبل النظام السعودي الذي تورط في عدوانه على بلادنا وشعبنا وذرائع واهية في حماية الشرعية والتي لا تزال متواجدة في أرضها دون مواقف تذكر… زيادة حدة الأوضاع وتواصل العدوان جعل مواقف الشعب تختلف حول من يدعون الشرعية ومن يلهثون على المصالح والوصول إلى مآرب لا ندري حقائقها ونواياها وبواطنها أهي من أجل الوطن والشعب وخطاباتها الرنانة. أم أنها من أجل الشعب… لكن وكما يبدو من واقع المشهد اليومي اليمني الراهن أن البوادر لن تأتي بما ينفع الناس والوطن وتقديم ما يمكن تقديمه من التنازلات من أجل الحفاظ على الوطن والشعب.. والوقت لا يزال متاح لإعادة السيادة اليمنية التي انتهكت من قبل السعودية وهرولة بعض القيادات ومواقفها المتفرجة على ما يجري على الساحة اليمنية والذين أصبحوا إذا جاز التعبير عارا على الوطن ووصمة عار أيضا على جبين السياسة الحزبية التي يدعونها.
ومما تقدم فإن الإرهاب شر مستطير وأدوات تدمير للوطن وحصد لأرواح الأبرياء وكارثة وطنية وإنسانية يجب الوقوف أمامها بحزم حتى نخلص بلادنا وشعبنا من أعمالها ومن أجل العيش في أمان واستقرار في بيوتنا وفي كل أرجاء بلادنا اليمنية إن شاء الله تعالى.