ألف ليلة وليلة وسر شهرزاد!!
خواطر رمضانية – (24)
هذا السفúر النفيس من أسفار الأدب العالمي المسمى “ألف ليلة وليلة” يعتمد على حكاية أساسية هو أن الملك شهريار كان خارجا إلى الصيد ثم عرضت له حاجة في الطريق فعاد إلى قصره ليجد زوجته تخونه مع أحد العبيد فقتلها ومن يومها قرر أن لا يبقي على أية زوجة من زوجاته بعد أن يستمتع بها ليلة واحدة وهكذا قتل الكثير من نساء المدينة ووزيره كل يوم يفتش له عن عروسة فيصبح وقد قتلها وفي الأخير لم يبق إلا بنت الوزير فيعود هذا مهموما إلى بيته وتعرف ابنته “شهرزاد ” بأن أباها لم يجد امرأة جديدة للملك فتقدم نفسها كزوجة لتلك الليلة وبعد اعتراض من الأب يقرر أخيرا القبول بالفكرة فيزفها للملك وتأتي شهرزاد التي كملت خصالها الخلقية والخلقية بالعجائب فتقص للملك شهريار قصة طريفة وحين ينبلج الصباح تتوقف عن الحديث أو كما هو في ألف ليلة وليلة “وأدركت شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح” وتقول بعد أن تمكنت من سحره بحديثها العذب وبمنادمتها الطريفة وبقصصها الرائعة تقول له “يا ملك الزمان ليس هذا الذي سمعته بأعجب من قصة كذا وكذا” فيبقي عليها لكي يستمع منها في الليلة القابلة لتلك القصة وهكذا تمر عليهما ألف ليلة وليلة بين استغراب الرعية والوزير لهذا الأمر ثم يقرر بعد تلك الفترة أن يترك عادته في قتل النساء إلى هنا يكون السفر وقصته قد اكتمل.
لكن أديبنا الكبير المرحوم علي أحمد باكثير يأتي فيكتب مسرحية اسمها “سر شهرزاد” يعتمد فيها على قصة الخيانة المشهورة عن قصة ألف ليلة فيقول إن “شهرزاد” بما لديها من حدس وحس نسوي وذكاء إنساني تكشف السر الحقيقي وهو أن الملك لم يكتشف خيانة وإنما كان منشغلا عن أهله فأرادت زوجته القتيلة أن تثير غيرته ومثلت دور الخيانة ولكن مع إحدى جاريات القصر واسمها صالحة وألبستها لباس رجل وجعلتها تجلس في سريرها وتدلك لها قدميها واستقدمت الملك إلى الغرفة وعندما هم بقتلها قالت له إنها صالحة ولكنه لم يسمع لتوسلاتها فقتلها وهو يعلم أنها لم تخنه.
وشهرزاد كما عند باكثير تعيد تصوير المشهد في الأخير لكي تبرئ بنات جنسها فيعترف الملك بخطيئته ويتوب إلى الله وتكلفه شهرزاد بأن يقوم بتزويج شباب المملكة كفارة عن خطيئته تلك.
رحم الله أديبنا المبدع علي أحمد باكثير.