خســارات آل سعـــود !
عــبدالله عـلي صـبري
* أكثر من 100 يوم من العدوان السعوأمريكي الهمجي على اليمن يقابله صمود شعبي أسطوري شكل ما يمكن تسميته بانتصار الإرادة اليمنية على مدى الأشهر الماضية بينما كانت خسارات النظام السعودي تتوالى وتتجلى يوما بعد آخر.
في الساعات الأولى للعدوان كان واضحا أن التحالف الذي سلق على عجل يعاني من أزمة بنيوية فقد أدرجت باكستان كدولة إسلامية (سنية) لتشكل غطاء طائفيا للتحالف ضد التمدد الإيراني (الشيعي) الموهوم في اليمن.
وبانسحاب باكستان خسرت السعودية القوة البرية التي كانت تراهن عليها كما أن الموقف الباكستاني شجع مصر على رفض التورط في المواجهة البرية وبهذا اتضح للمحللين منذ وقت مبكر أن العدوان السعودي على اليمن سيفشل في تحقيق انتصار عسكري يفضي إلى تغيير المعادلات السياسية على الأرض فالقوة الجوية مهما كانت بالغة في الفتك إلا أنها ليست حاسمة.
فشلت السعودية في تمكين عملائها ممن يتدثرون بشرعية هادي. وبينما كان مطلوبا أن تعود الحكومة المستقيلة لتمارس مهامها على الأرض اليمنية كان الساسة المرتزقة يتقاطرون إلى الرياض بحثا عن ملاذ آمن لا أكثر.
أدركت السعودية الفشل في اليمن فأعلنت بعد 27 يوما من جرائمها البشعة والمتوحشة إنهاء ما يسمى بـ “عاصفة الحزم” والزعم أنها حققت أهدافها السياسية والعسكرية. ولكنها استمرت في عدوانها تحت عنوان (إعادة الأمل) فكانت الخسارة هنا مزدوجة فاستمرار العمليات العسكرية كان دليلا على أن العاصفة لم تحزم أمرها كما أن العنوان المخادع للعدوان لم يسمح تدفق المساعدات الإنسانية ورفع الحصار عن الشعب اليمني ما يعني أن خسارات النظام السعودي في اليمن كانت شاملة ومتعددة الجوانب.
خسرت السعودية سياسيا وعسكريا وإنسانيا وكان عليها أن تخسر إعلاميا أيضا برغم الترسانة الضخمة التي تمتلكها من وسائل الإعلام المرئية قبل المسموعة والمقروءة لكنها بدت مهزومة إعلاميا نتيجة التضليل الكبير والتناقضات المكشوفة التي رافقت العدوان. وذلك على عكس الإعلام اليمني والإعلام الصديق للشعب اليمني الذي تمكن من كشف حقائق الواقع كماهي فاضطر آل سعود إلى حظر عدد من الوسائل الإعلامية اليمنية والعربية والتشويش على البعض الآخر منها غير أن مجريات الأحداث في اليمن لم تتغيب عن الرأي العام المحلي والعربي والدولي الذي سير عشرات المظاهرات والوقفات الاحتجاجية المنددة بالعدوان على اليمن.
خسرت الرياض مكانتها الدينية في العالم الإسلامي وانكشفت ألاعيبها القذرة المتعلقة بدعم التنظيمات الإرهابية ففي ظل الغارات الجوية المتواصلة لقوى العدوان تمكنت(القاعدة) من السيطرة على مدينة المكلا بحضرموت فلم يتحرك العدوان السعودي الأمريكي للحد من هذا التمدد. وبالتالي تأكد لليمنيين أن التنظيمات الإرهابية بالمنطقة صناعة أمريكية تتحرك وفقا لأجندة واشنطن ومن يسايرها من الحكام العرب!
تماهت السعودية أكثر مع العدو الاسرائيلي وانكشف للعالم مدى التقارب بين آل سعود وآل صهيون ونشرت صحف غربية أن السعودية استعانت لوجستيا بإسرائيل في عدوانها على اليمن ثم جاءت الفضيحة المدوية حين تصافح مسؤول سعودي متعاقد ومقرب من الأسرة الحاكمة مع مسؤول إسرائيلي أمام شاشات التلفزة دون خجل أو وجل.
هذا التقارب انعكس أيضا في التسمية الجديدة التي أطلقها الإعلام السعودي على المليشيات الإرهابية باليمن ووصفها بالمقاومة.. ومعروف أن هذا المصطلح ظل حصريا لفترة طويلة على القوى والأحزاب العربية المقاومة لإسرائيل سواء في فلسطين أو في جنوب لبنان.. وإطلاق مثل هذه التسمية يأتي من باب تشويه المقاومة الحقيقية التي أقضت مضاجع بني صهيون وحلفائهم من آل سعود!
ثمة خسارات أخرى لا يتسع الحيز لتعدادها كما أن الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت.. وعلى نفسها جنت( الرياض)!