“تفجيرات داعش الطائشة”

تفجيران طائفيان في مساجد السعودية قبل أسابيع وثالث بنفس الطريقة بمسجد في الكويت .. وفي اليوم ذاته تفجير سياحي في فرنسا وآخر يشبهه في تونس.. وبعضنا للأسف هلل لهذه الحوادث .. ليس سعادة بالمصيبة التي حلت بالأثرياء الذين لا يعيرون الفقراء أي اهتمام ولا شماتة بالأبرياء أبدا فنحن في اليمن والكل يعرف لدينا ضمائر إنسانية تفوق هذا التشفي السخيف ولكن ربما يكون بعضنا قد نظر لها من زاوية النكاية بالأنظمة البغيضة التي شنت الحرب الغاشمة على بلادنا وطبقا للمثل الشعبي “من حفر حفرة لأخيه وقع فيها” ..
لكن لا .. بالنسبة لبعيدي النظر هراء هذا الكلام ¿ .. من قال أن السحر هذه الكرة قد انقلب على الساحر¿.. بل كيف اقتنع بعضنا أن من صنعوا القاعدة وداعش ومن يمولها الآن ويخطط لها ليسوا أنفسهم من مكنها مؤخرا من رقاب هؤلاء أيضا ومن أتاح لهم تنفيذ ثلاثة عمليات في يوم واحد بمنتهى البراعة والإتقان¿
أقول أنا لا وألف لا .. بل هو نفسه من دبر لها وخطط ونفذ ومول وأخرج السيناريو الأخير وهو نفسه من على عاتقه وزر إراقة دماء كل ذلك الكم من الناس..
وحتى أسند رأيي بالبراهين .. تعالوا نحرك عقولنا قليلا بعيدا عن الشماتة بأولئك الحكام الأغبياء الذين لا هم لهم سوى كراسيهم .. لننظر للحوادث بتجرد وإمعان ونتساءل بهدوء .. لماذا نشطت الحركة فجأة هذه الأيام بالذات كي تبعث خلاياها لتفجير من يصفهم متحدثها بأهل الشرك والبدعة بالرغم من أن سلاح الجريمة متاح معها منذ فترة ليست وجيزة بدلالة التوقيت الدقيق وأهل الشرك والبدعة أولئك كانوا يقبعون في أماكنهم منذ زمن طويل كذلك.
بعبارة أخرى .. ماذا يريد أن يقول لنا مركز العمليات في قيادة داعش والقاعدة من وراء هذه التفجيرات¿وما هي تحديدا الرسالة التي يبغي إيصالها للعالم من وراء هذه التسديدات “الطائشة” هنا وهناك¿
ومع أني صراحة لست أكثر المعجبين بالاستنتاجات العقلية على سجية المحللين السياسين ولا حتى أجيد استخدام العلاقات لكني عندما أفكر في توقيتها مجتمعة أصاب برجفة من الذعر والذهول وأتساءل مرعوبا .. معقووول ¿! .. ودعكم من المعقول هذه حتى أصل بكم إلى ما أريد اثباته بتأن.
تعالوا نستعرض إنجازات التحالف الذي تقوده السعودية على بلادنا منذ ثلاثة أشهر ولنحصي عدد الأهداف التي أصابتها العاصفة من نجاحات غير بسالتها في اختيار اسم حركي ثان يقع بين أمل وليلى وعبلة ..وغير منتهى “بسالتها” في تبرير جرائمها ضد المدنيين الأبرياء وفشل حملتها المأفونة لإعادة الشريعة لوصايتها على اليمن وإخفاقها فيما حشدت من أجله القوم وأخيرا تخبطها الفاضح في التستر على فضيحتها العسكرية التي كشفت سوءتها القبيحة في زمن قياسي وذلك عبر تكميم القنوات الإعلامية الحرة التي لا تبيع ولا تساوم خشية أن تخرج الأخبار المخزية التي قد تجعل منها سخرية للعالم وفكاهة له لعدد من السنين.
وهنا أستغل المناسبة لأقول لكم وللعالم إن السعودية وحلفاءها بعد الطلعات المكثفة للطائرات الحديثة المزودة بأفتك الأسلحة والقنابل المحرمة والصواريخ .. وعلى مدى تسعين يوما وأكثر لم تحقق ولو حتى هدفا واحدا مما أعلنت به في واشنطن وذلك يعني أنها باتت اليوم بحاجة إلى أن تستر عورتها بأي غطاء .. ولو كان ذلك مقابل تعريض خلاياها السرية المسماة داعش وتنظيم القاعدة التي لا تستخدمها سوى للمهمات الصعبة وغير الشرعية كإسقاط أنظمة مثلا وعزل رؤساء واستعمار مساحات جغرافية هائلة.. لو كان ذلك مقابل تعريض هذه الخلايا للعري والخطر..
إلى أي حد مستوى هذا الخطر ¿.. إلى حد ثبوت تهمة ملكية السعودية ومن خلفها لهذا التنظيم الإرهابي الذي يزهق أرواح نسمات تقدر بالملايين في العراق وسوريا وليبيا ومختلف البلدان.
وفي سييل من هذه التضحية ¿ .. ما الذي دفعها إلى التهور بكل هذا القدر¿ .. بسبب تورطها في الحرب على الشعب العظيم الذي صمد بصبر أمام عدوانها الصلف الذي تقوده عشرة دول أعرابية وأعجمية .. العدوان الذي يؤيده العالم بأسره تقريبا وعلى رأسه الدولة التي تتبنى الحرية وحقوق الإنسان.
ألا يبدو ذلك مهينا لهذه الدول التي تتبجح بالعظمة ومخجلا كثيرا لهؤلاء الثلة الوضيعة من الرخيصين والعملاء والمتغطرسين¿
والآن سأسأل كلا منكم على حدة حتى أختم هذا الموضوع.. ماذا ستفعل لو كنت أنت من يدير هذا التنظيم الإرهابي ووقعت في هذه الورطة على أرض اليمن حين تناقضت توجهاتك المزعومة في الحرب على الإرهاب وفجأة يكتشف العالم من مجريات المعارك زيف ما تدعيه وأنكما والأرهاب في خندق واحد وأنك جزما من يحرك هؤلاء الكلاب الضالة على كوكب الأرض وأنت من ينشرهم في بلدان لا تعنيك ومن كنت تقودهم منذ البداية لنهش أكباد تلك الشعوب¿
ألست بحاجة ماسة إلى أن تنفذ مثل هذه التفجيرات الطائشة هنا وهناك مهما كانت باهضة عليك كي تستمر في لعبتك الذميمة وكي تثبت لمن ساورتهم الشكوك عليك أنك لا علاقة لك بداعش والقاعدة وتبرهن إنك لست

قد يعجبك ايضا