الكويت ودواعش العصر!!¿
أحدثت التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي تبناها التنظيم اللقيط ” داعش ” مستهدفا مسجد الإمام الصادق بدولة الكويت صدمة شديدة للمجتمع الكويتي المحب للسلام والحرية هزت الوجدان العربي وأيقظت غفلة وضمائر المسلمين من الخطر القادم المتوحش بعد أن ضربت في سوريا والعراق وعين العرب واليمن وتونس وغيرها من الدول الآمنة وتأتي المجازر والمذابح الدموية التي حصدت أرواح 27 من الشهداء و227 مصابا في قمة الإرهاب والفجور لا لجرم ارتكبه هؤلاء الضحايا سوى أنهم فتية ” آمنوا ” بربهم وخنعوا لبارئهم راكعين ساجدين كأن على رؤوسهم الطير في مساجد الله الآمنة.
ويأبى طغاة الشر وشراذمة العصر الحديث إلا أن يحولوا مساجد الله إلى جحيم وعباد الرحمن إلى أجزاء متناثرة وكتل متفحمة ودماء زكية متدفقة ومشاهد مأساوية ومروعة تزيغ لها الأبصار ويتلذذ لمناظرها البشعة والموحشة ” شواذ ” الأمة وقرون الشيطان الذين رفعوا راية الإسلام زورا ودنسوا ما تبقى من القيم ودلالات المحبة وسمو التعايش الإنساني وحرفوا وشوهوا كل ما يمت إلى التعاليم الإنسانية الفاضلة للشريعة الاسلامية السمحاء التي فاقت سماحتها ورحمتها ووسطيتها عنان السماء حتى وصلت في سموها إلى الرفق بالحيوان فضلا عن الإنسان.
ورغم ذلك الحقد والهستيريا والإجرام كان ومازال وسيظل الكويت قيادة وحكومة وشعبا ” عصيا ” مهما كانت لغة التآمر والانتقام وأيا كان مصدر ومصدر الفتنة ورغم مرور ومرارة الأيام والشهور والسنين والمعاناة والمآسي التي عاناها الكويت بكل مشاربه واتجاهاته السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية أثناء الغزو العراقي من الصدمات العنيفة والتشريد والقتل والنهب والدماء نتيجة للسياسات الخاطئة وحماقات ذوي القربى وتجار الحروب الدوليين إلا أن هذه الجريمة الإرهابية لن تهز الكويت بل ستزيده صلابة وقوة ومواجهة وتماسكا وتلاحما وتآزرا للشعب الكويتي الذي صار كالجسد الواحد لإ يمانه بلغة التعايش والتسامح وعشقه للسلام والحرية وان هذا الجرح أضعف من بيوت العنكبوت وان ” داعش ” وأخواتها رغم صناعتها الأمريكية ونكهاتها الغربية وتناسلها في السعودية والكويت وتركيا ودول النفط ودعمها اللامحدود بالمال والسلاح ولوجستيا عبر الجمعيات المشبوهة والمارقة لن ولم تفلح أجهزة المخابرات المشبوهة التي تحركها عن بعد أيا كانت أدواتها القذرة على مستوى مرتزقة الداخل أو الدول الإقليمية والدولية التي تحاول استنساخ المشروع العراقي أوالسوري لابتزاز الكويت أو الضغط عليها لتمرير سيناريوهات خبيثة تضر بالكويت وتحويله إلى ساحة حرب تحت زيف الصراعات الطائفية والمذهبية الزائفة واستكمالا لتطويق وتدمير ما تبقى من الأمن القومي العربي الذي أصبح قاب قوسين أوأدنى من السقوط بعد أحداث الربيع العربي المؤلم .
ولذلك فإن جريمة مسجد الإمام الصادق النكراء تدق ناقوس الخطر وتوجب على الكويت سرعة إعادة النظر في مناهجها التي شغلت حيزا كبيرا من الكراهية والنظرة الدونية على مستوى المذاهب الإسلامية وان تستفيد من التجربة العمانية الفريدة التي ستجعلها أكثر استقرارا وقبولا وتجسيدا لاستعادة حكمتها وصوتها المتزن وسياستها الرشيدة في المحافل الدولية والدور الإنساني ذي الأيادي البيضاء غير المشروط في آسيا وافريقيا وغيرها.
كما أن اليقظة والعيون الساهرة لا بد لها أن تكون قد المسؤولية الوطنية بحزم تجاه هذه الخلايا السرطانية الخبيثة وعلى الشعب أن يكون على درجة كبيرة من الوعي في محاربة هذه الأفكار الضالة والمتطرفة والهدامة للشريعة الإسلامية وعدم الاستماع إلى الشائعات والدعايات المغرضة الرامية لهتك النسيج الاجتماعي وعلى القيادة أخذ الدروس والاستفادة من العبر كطوق نجاة كما أن حب الوطن يفرض على الجميع اجتثاث هذا الخطر الداهم ووسائله الإعلامية وقنواته الفضائية ومدارسه ومنتدياته الحزبية والالكترونية التي تحاول اصطياد الشباب المراهق وتجفيف منابع وموارد الإرهاب المالية السرية العلنية على مستوى الداخل والخارج وإصدار القوانين واللوائح المشددة ضد هذا الخبث القادم لزلزلة الكويت وابتززها وإرهاب منطقة الشرق الأوسط ما لم فالطوفان قادم .
وأخيرا اللهم احفظ الكويت وسائر البلدان العربية والإسلامية ولا نامت اعين الجبناء .
Shawish22@gmail.com