فتاوى تحريض .. سابقة التجهيز ..!!

بالقرآن العظيم وصحيح السنة المطهرة وبالفطرة السليمة يتجه المسلم نحو طاعة الله.. لكن المفسدين في الأرض من ناحية يحاولون إبعاد الناس عن صحيح الدين فيما يدفع المتشددون بالجهل أو سوء النوايا إلى الهرب من تشددهم نحو إغراءات المفسدين أو الوقوع في شرك الفتنة .
* وعند نقطة الاعتدال والوسطية تتصاعد الأسئلة الغيورة عن روح اليسر الحلال في الخطاب الديني بعيدا عن فضاء الفتاوى المثيرة للفتنة البعيدة عن حلاوة الدين ومعطياته الجميلة حيث ما خيöر رسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثما حيث يسروا ولا تعسروا وحيث اجعلوا الشيء ميسورا مقبولا ولا تشددوا على الناس لكي لا يفروا من الالتزام .
* ومن يتابع بعض الفضائيات التي يسيطر عليها أقطاب الفتن لن يجد صعوبة في إدراك كيف أن الفضاء الإعلامي مزدحم بالفتاوى والمواقف التي تخلط الديني بالسياسي بصورة انتهازية وغادرة تدفع بلدانا بأكملها للغرق في مستنقعات التعاسة بعيدا عن سماحة الإسلام وروحه الأقوى من التطرف واللغو الذي لم ينتج لنا سوى هذه الدماء التي انكشف منبع التحريض على إراقتها بذات انكشاف أنها لا تفرق بين البلدان حيث الفتن هي الفتن .
* بهذا المدى من الفتاوى التحريضية سابقة التجهيز يظهر حجم النوايا السيئة وخبث دوائر التحريض خارج قواعد سماحة الإسلام فإذا بهؤلاء يجعلوننا نعيش في بلدان عربية وإسلامية بلا مشاريع وطنية محترمة وبلا توجهات قومية لا يختلط فيها حابل الكراهية بنابل الغطرسة والكيد والاستهانة بالأرواح والدماء كما هو الحال بتبعات صور العدوان الذي لا يعرف المواطن اليمني متى يتوقف ولماذا لا يراعي منفذوه حتى حرمة رمضان أو فرحة إفطار أو سكينة للصلاة أو دعوة إلى خير العمل الصالح .
* لقد توقع المتفائلون أن في دخول العالم القرن الواحد والعشرين قبل عقد ونصف من الآن محفزا لأن تلحق هذه الأمة بمدنية العصر ولو من الباب الضيق فإذا بنا أمام متواليات من الحقد حتى على حضارتنا القديمة وتاريخنا الإسلامي والإنساني التليد .. فمن الحروب إلى العبارات التحريضية ودعوات الفتنة والعمل المستميت على شق الأنسجة الوطنية والقومية ورعاية كل ما يعيد إلى الأذهان حماقات ووحشية داحس والغبراء .
* ولا يمكن الفصل بين ارتهان أنظمة الوفرة المالية لقوى الهيمنة ومخططاتها الجهنمية القاتلة وبين أصحاب فتاوى ذات طابع سياسي ممتلئ بالأفكار المغلوطة لا تأخذ فيه الاعتبار حرمة الدماء والأرواح وحاجة من يتصدى للفتوى للمعرفة الكاملة والتجرد عن الأهواء والفصل بين صحيح الدين وبين تنفيذ رغبات من لا يراعون في المسلمين ذمة ولا في الإسلام تقديسا وتقديرا.
* لقد صار من السهل على المراقب البسيط لفضائيات ومنابر الفتن من مواقع ذات خصوصية دينية ملاحظة المفتي الذي يقول شيئا ويضمر شيئا آخر مستسلما لأهوائه وسقطاته الدنيوية غير عابئ في كون الفتوى اجتهاد له معاييره ومقاييسه الصادرة عن عقول لا يتحكم فيها الهوى ولا المصالح الدنيوية ولا العقد المذهبية والطائفية تنفيذا لرغبات من يستغلون الفتوى للكذب والمخادعة حتى صار عند هذه الأمة من الفتاوى ما يشير إلى أننا أمام فتاوى التعقيد المتعمد والميول الاستعراضية والمواقف المستأجرة .
* وهنا وفي شهر مبارك غادرتنا فيه أيام الرحمة ودخلنا فيه أيام رجاء المغفرة ما أحوجنا لتذكير الغافل والمكابر وبائع دينه بدنيا غيره أقصد هنا بعض أهل العلم والفتوى اليمنيين الذين يتمنى الشعب عليهم إدراك أن ما ينفذ في الوطن خطير ويستهدفه إنسانا وجغرافيا ووحدة وأن المطلوب منهم أن يكونوا سندا روحيا للناس وعامل دعوة إلى الرخاء والمحبة ومواجهة الأخطار حتى من مرض ” الصمت وقت الأزمات ” .

قد يعجبك ايضا