في مواجهة الإرهاب
* الشخص الإرهابي هو ضحية ثقافة دينية مغلوطة وفكر ظلامي متطرف زرعته في عقله وفكره مؤسسات تعليمية متخلفة ترعاها قوى دولية ومحلية نافذة تقف وراء إنتاج هذه القنابل البشرية الموقوتة وتعمل على تسخيرها في خدمة أهدافها الشيطانية .
استراتيجية الحل الأمني في مواجهة الإرهاب والتطرف تغدو شرا لا بد منه عندما يتمادى المتطرفون ويعيثون في الأرض فسادا فيستحلون دماء الأبرياء بسيارات مفخخة على أبواب المساجد ويقطعون الطرقات ويروعون الآمنين ويضرون مصالح الناس واقتصاد الدولة ورحم الله الإمام علي كرم الله وجهه فقد تعاطى مع الإرهاب الخارجي في عصره على مبدأ :”إن سكتوا تركناهم وإن تكلموا حاججناهم وإن أفسدوا قاتلناهم” وعندما أفسد الخوارج وأعرضوا عن الحوار وأحدثوا قتلا في الناس وتنكيلا قاتلهم في النهروان وفي غيرها .
بيد أن الحل الأمني يحتاج إلى خطوات أخرى تتكامل فيما بينها لتشكل استراتيجية موحدة على طريق مواجهة التطرف والإرهاب وأهم هذه الخطوات من وجهة نظر الكاتب خطوتان رئيستان هما:
الخطوة الأولى تكمن في إصلاح مؤسساتنا التعليمية وإشراف الدولة المباشر على كل أشكال التعليم سواء في المدارس والجامعات أو في المساجد والزوايا بحيث تعمل هذه المؤسسات التعليمية على تعزيز ثقافة حب الحياة وقبول الآخر واحترام حريته التي لا تضر بمصالح الآخرين ونشر مبادئ التسامح والحق والخير والجمال…وغيرها .
أما الخطوة الثانية فتتمثل في إصلاح النظام السائد بحيث يتحول شكلا ومضمونا إلى نظام ديمقراطي يحترم حقوق الأفراد والجماعات وحرياتهم في التعبير عن أفكارهم بوسائل سلمية وتشكيل كياناتهم السياسية والفكرية والمدنية نظام يجسد عمليا مبدأ التداول السلمي للسلطة ويشجع الجماهير على المشاركة الإيجابية في اختيار ممثليهم في السلطات التشريعية والتنفيذية ويعمل على توفير فرص العمل والقضاء على البطالة وفتح أبواب المنافسة على الوظيفة العامة بين المتقدمين وفقا لمبدأ الكفاءة بعيدا عن المحسوبيات والرشاوى والتعصبات بمختلف أشكالها .
هاتان خطوتان رئيستان لا بد أن يسيرا جنبا إلى جنب مع استراتيجية الحل الأمني وبدونهما فإن النجاحات التي تحققها المؤسسة العسكرية في ميادين القتال مهما بلغت لن تستأصل هذه الجماعات وفي أحسن الأحوال ستخمد أنفاسها لفترة زمنية محددة وسرعان ما ستعيد تنظيم نفسها وإعادة ترتيب صفوفها لتظهر من جديد في أكثر من صورة وعلى أكثر من منطقة برعاية دولية من دول الإرهاب في المنطقة وعلى رأسها السعودية والخليج وسواها .
ظلال شعرية
يا طائر الفينيقö حسúبك أنهم
قطع يحرك سيرها الأرباب
كلماتهم عربية وقلوبهم
عبرية وطقوسهمú إرهاب
فتألقي فوق الجراح كبيرة
صنعاء فالسرب الكبير سراب