خواطر رمضانية – (8)
حجة الإسلام أبو حامد الغزالي
الإمام أبو حامد الغزالي لا يذكر إلا ويذكر معه مصنفان من مصنفاته هما “إحياء علوم الدين” و”المنقذ من الضلال”.
أما كتاب الإحياء فقد قال بعض السلف من لم يوجد في بيته الإحياء فليس من الأحياء وهو يقع في بضع مجلدات وأما المنقذ من الضلال فهو مصنف قصير لا يكاد يبلغ المائة صفحة ولكنه شرح فيها سيره وسلوكه إلى الله ووصوله إلى اليقين من خلال مروره بدهاليز العلوم الشرعية والفلسفية والباطنية وانتهاء بالتصوف الذي اعتبره هو المنقذ من الضلال.
كتاب إحياء علوم الدين صنفه في منتهى سيره وسلوكه إلى طريق الله وقد أراد من خلاله أن يهدم أسس الفلسفة التي فتنت المسلمين عن دينهم وقد صنف الكتاب على أربعة أرباع وبدأ الكتاب بباب عن العلم وأنواعه وما هو الواجب والمندوب والمكروه والحرام منه وما هو فرض العين منه وفرض الكفاية وطرق الناس في الوصول إلى اليقين.
ثم جعل الربع الأول للعبادات وبين أسرار كل العبادات كالطهارة والصلاة والزكاة والحج والصوم وغيرها.
ثم ربع العادات وهو ما يتضمن تقلبات الإنسان بين الكسب والزواج والسفر والأكل والشرب والحلال والحرام والصحبة وأنواع المعاملات.
ثم جعل الربع الثالث للمهلكات وبين فيها أنواع الأخلاق المذمومة كالكبر والبخل والغرور وحب الدنيا والطمع والحسد والشهوة وآفات اللسان.
ثم جعل الربع الأخير للمنجيات من الأخلاق كالصبر والشكر والتوكل والزهد والرضاء والأنس بالله وغيرها من مكارم الأخلاق.
فجاء الكتاب وافيا بغرضه وأصبح مرجعا لكل من أراد أن يصل إلى التربية الإيمانية وتزكية النفس والزهد مع أسلوب شيق واستطرادات وقصص وأمثال عن مسالك أهل الله وأوليائه.
يجمع الإسلاميون أن كل من كتب في الزهد والرقائق وتزكية النفس منذ الإحياء فإنما كان مرجعه الإحياء.
رحم الله حجة الإسلام أبا حامد الغزالي ونفعنا بعلومه في الدارين.