ماذا يفعل ملك الزهايمر¿

سلمان مشولي دوبلة

في الثلاثينيات من القرن الماضي توغلت قوات آل سلول في الأراضي اليمنية حتى وصلت إلى جنوب الحديدة, الساحل الغربي لتهامة, حينها كان الجيش اليمني قليل العدد والعتاد وكان يسمى بالجيش الحافي, في ذلك الوقت عرضت حكومة إيطاليا على الإمام يحيى بن حميد الدين تدخلا عسكريا لإيقاف هذا التوغل وإعادتهم من حيث أتوا مقابل استئجار ميناء المخا لمدة مائة عام, إلا أن الإمام رفض هذا التدخل وقال كلمته الشهيرة : لو لم تبق إلا عمامتي هذه نحترب عليها ما  استعنت  بالأجنبي لقتال أخي, فكان موقفا أخلاقيا أدخله التاريخ من أوسع أبوابه البيضاء.
واليوم ها هو الزهايمر سلمان آل سلول يأبى إلا أن يدخل التاريخ من أوسخ أبوابه عندما استدعى واستأجر جيوشا من جميع الجنسيات والديانات للعدوان على بلد جار شقيق وشعب مسالم فقير ينشد الخير والسلام والحرية للعالم أجمع.
والمصيبة والطامة الكبرى أن أحدا لم يستنكر هذا الفعل القبيح الظالم من العالم المتحظر الذي يدعي رعايته لحقوق الإنسان, فانكشف وبان على صورته الحقيقية القبيحة القذرة, لكن ما آلمنا ويؤلمنا كثيرا هو صمت الشعوب العربية التي ثارت على الظلم إبان ما يسمى بثورات الربيع العربي, وزلزلت عروشا كانت جاثمة على صدورها عشرات السنين.
أين هذه الشعوب العربية مما يجري في اليمن¿ لماذا هذا الصمت¿ نحن اليمنيون نقتل يوميا بالعشرات والمئات, تدمر مدننا وبنيتنا التحتية, بل دمرت نهائيا, نحاصر برا وبحرا وجوا, تمنع عنا المساعدات التي تأتي من المنظمات الإنسانية والشعب العربي يلوذ بالصمت للأسف الشديد.
إن أعظم الجهاد عند الله كلمة حق عند سلطان جائر, هكذا علمنا رسول الإنسانية والأخلاق, نريد منكم أن تقولوا كلمة حق فقط ولا شيء آخر, وإلا ماذا تسمون ما يحصل لإخوانكم في اليمن¿
نتابع ما يقال في الإعلام العربي ولا نسمع ولا نقرأ إلا لمجموعة قليلة لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين, هم من يقولون الحقيقة ويستنكرون ما يجري لإخوانهم في اليمن, أما البقية فقد أصابهم المال السلولي في مقتل, وأفقدهم الأخلاق والإنسانية للأسف.
يا إخوتنا في العروبة والدين, لا تصدقوا ما يقال في إعلام آل سلول بأننا روافض ومجوس ودعاة  حرب وما إلى ذلك من ادعاءات كاذبة, نحن يمن الإيمان والحكمة كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم, الذي لا ينطق عن الهوى, نحن أنصار الله, نحن أنصار الإسلام, نحن أنصار الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم, نحن أنصار المحبة والحرية والسلام, نحن أنصار الأخلاق والشهامة والكرم, واسألوا التاريخ عنا, أما ما يقال عن تمرد حوثي وانقلاب حوثي, فهذا افتراء وكذب, فالثورة قام بها شعب اليمن كله ضد الظلم والفساد والتبعية, أما الحوثيون فهم أسرة صغيرة يمنية مسلمة منا وفينا يقولون لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله, ويصلون ويزكون ويحجون بيت الله لمن استطاع إليه سبيلا, وهذه هي أركان الإسلام الخمسة كما عرفها المسلمون في العالم أجمع, إلا إذا كان آل سلول قد رفعوا عدد أركان الإسلام ونحن لا ندري, فهذا شأنهم.
يا إخوتنا في العروبة والدين, اسألوا آل سلول ماذا يريدون منا¿ ولماذا يتدخلون في شؤوننا الداخلية¿ نحن اليمنيون تعودنا على الاحتراب فيما بيننا ونحل مشاكلنا بأنفسنا, لكن لن نعتدي على أية دولة شقيقة أو صديقة على مر التاريخ القديم والمعاصر, حتى عندما احتلت دولة أريتريا جزر حنيش الكبرى والصغرى لم نرد عليها وذهبنا إلى المحاكم الدولية واسترددناها سلميا, وكذلك مشاكل الحدود مع سلطنة عمان الشقيقة حللناها سلميا, وهذا دليل قاطع على أننا لسنا دعاة حرب, بل دعاة سلام.
أما تخوف آل سلول من تقاربنا مع إيران فهذا لن يضرهم في شيء, فإيران دولة عظمى ولا وجه للمقارنة بين دولة إيران ومملكة آل سلول, وإيران حققت الاكتفاء الذاتي من الإبرة إلى الصاروخ, بينما آل سلول عالة على الغير ويستوردون كل شيء من الإبرة إلى الصاروخ.
نحن قد نستفيد من إيران تكنولوجيا والاعتماد على النفس, لكن جيراننا آل سلول ماذا قدموا لنا على مدى عشرات السنين غير تصدير الإرهاب والفتاوى التفكيرية وزرع الفتن بين أبناء الشعب الواحد وشراء الذمم لبعض المشايخ الموالين لهم.
واليوم عندما ثار الشعب ضد الفساد والظلم والتبعية استنفرت مملكة آل سلول بما لديها من أموال نفط أبناء نجد والحجاز لتستأجر الجيوش والأساطيل والطائرات والصواريخ لتفتك بهذا الشعب الأبي الحرب, لكن هيهات لها ذلك, لأننا مؤمنون بالله تعالى وبنصره, لأننا على الحق, والحق دائما ينتصر, ومؤمنون كذلك بحنكة قيادتنا الشابة الحكيمة التي أذهلت العالم بصمودها وبطولاتها الأسطورية.
قبلاتي لكل جندي مرابط في جبهات القتال, والله أنكم أبطال شجعان, أقبöل الأرض من تحت أقدامكم, لقد رفعتم رؤوسنا عاليا حتى

قد يعجبك ايضا