أنصار الله و” جزرة مسقط ـ موسكو “

” البحر من خلفنا والسعودية أمامنا ” . لم يعد لنا من خيار سوى الصمود
للدفاع عن أنفسنا واستغلال أوراقنا بشكل جيد . ليست هذه دعوة لاستمرار الحرب أو رفضا للحوار فالحرب مفروضة والحصار واقع والحوار مختطف.
ما الذي يمكن أن يحققه أنصار الله من لقاءات مسقط التي استغرقت أياما أو من لقاءات موسكو ¿. في اعتقادي أن المستفيد الوحيد هو تحالف العدوان بقيادة السعودية الذي يكتسب المزيد من الوقت للاستمرار في القتل والتدمير الممنهج .
هرول أنصار الله إلى مسقط ولم يلتقوا هناك خصومهم المحليين أو الإقليميين ولا حتى بممثلين عنهم . فمع من تحاوروا . بمن التقوا¿.وما جدوى اللقاء بأميركيين أو المان أو بريطانيين طالما وهم لا يمثلون أيا من أطراف الصراع أو الحوار ¿.
نعلم أن إمكاناتنا في مواجهة تحالف العدوان محدودة وعلينا إبداء حسن النية في التوصل إلى حل وإنهاء الأزمة . ولكن علينا أن نستغل أوراقنا بشكل جيد وأهم هذه الأوراق هي : التواجد على الأرض .
فما الذي يجبرنا لتكون تلك اللقاءات أو المفاوضات في الخارج .. لم لا تكون في العاصمة صنعاء ¿. على الأقل ليعيش الوسطاء ” وفاعلو الخير” أجواء القصف والحصار معنا لأيام أو ساعات أو لنعيش معهم أوقاتا من الهدوء .
لماذا نلتقي ولد الشيخ في مسقط وهو يعمل كممثل للأمين العام للأمم المتحدة في اليمن ¿!. ألم يكن من الأفضل لنا أن نستغل حماس الوسطاء و” فاعلي الخير” لكسر العزلة الدولية المفروضة علينا ¿.
ما من شك في أن المواقف العمانية من الحرب على اليمن جيدة ورائعة ولكن علينا أن نعي بأن الدور السياسي العماني يتم بالتنسيق والتشاور مع السعودية وباقي دول مجلس التعاون التي تستخدم مسقط ” كشعرة معاوية ” في كل نزاعاتها الخارجية .
لا يريد التحالف بقيادة السعودية أن يستفيد من يصفونهم بـ ” القوى الانقلابية ” من سيطرتها على الأرض وأن يستقبلوا الوسطاء والوفود الدولية في القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء لأن ذلك ـ في اعتقادهم ـ سيمنح تلك القوى قدرا من الشرعية على حساب الشرعية التي تخوض الرياض الحرب بذريعتها .
لقد كانت لقاءات مسقط حاجة للتحالف العدواني أكثر مما هي حاجة لأنصار الله .
ولربما أراد لها التحالف أن تكون عملية ” جس نبض وكشف مواقف وأوراق الآخر ” قبل إنطلاق المفاوضات في جنيف .
” زربيان دائم أفضل من كبسة مؤقتة ” :
ومثلما كانت لقاءات مسقط حاجة للتحالف تبدو لقاءات موسكو ـ التي انتقل إليها وفد أنصار الله من مسقط ـ حاجة روسية بالدرجة الأولى . وكان على الروس أن يأتوا إلى صنعاء . فمهما بلغت درجة العلاقات الروسية ـ السعودية وحجم الفوائد الروسية المتوقعة فإن تلك العلاقات ـ بالنسبة للسعودية مجرد تكتيكات مرحلية مؤقتة وسرعان ما ستعود المملكة للتغريد في السرب الأوروبي الأميركي التاريخي المضاد لروسيا .
هذا ما يدركه الروس جيدا ولذلك لن يفرطوا بـ ” زرúبöيان دائم مقابل كبúسة مؤقتة ” وكان علينا انتظارهم في صنعاء أو عدن.

قد يعجبك ايضا