أيها المعتدون.. لن ننسى!!
مؤتمر أم لقاء¿.. حوار أم تشاور¿.. مسقط أم جنيف¿.. في الثاني عشر أم الرابع عشر¿ أسئلة أو تساؤلات تفرضها الأحداث على الواقع الشكلي لما يشهده اليمن من وضع متأزم يقلق الداخل والخارج.. وكلها بالطبع تبدو في طبيعتها (الظاهرة) أيضا أسئلة ملحة وجوهرية والإجابة عنها بأسرع وقت باتت من الضرورة بمكان لتفصيل الواقع وتوصيفه التوصيف الأدق من جهة ولمناقشة حدود وإمكانيات الفكاك والنجاة مما يمر به اليمن واليمنيون من أزمة خانقة داخليا وتعرض للعدوان الغاشم والحصار والقتل والتدمير خارجيا من جهة أخرى.
لا اعتقد بالمرة أنه يهم اليمنيين اليوم تلك المسميات أو المواعيد أو الأماكن المرتبطة باستمرار وانتهاء العدوان والتأزم السياسي فأينما ستكون الحلول الناجعة سيتواجد قبول ورضا اليمنيين وما سوى ذلك فلا يكاد يشكل أهمية فعلية باعتباره تفاصيل شكلية وفائضة عن حاجة الاهتمام والتركيز ما دامت أوضاع الوطن في هيئاتها الكائنة اليوم.
نعم لن ينشغل اليمنيون.. بل ومن الواجب ألا ينشغلوا بتلك التفاصيل باعتبار أن ماهية الاختيار بين خيار وآخر لا تبدل ولا تغير في طبيعة ما يمر به اليمن من استهداف غادر يرسم في مطالع غاياته صورة تدميرية لهذا البلد ما دام حرا ورافضا للتبعية وعصيا على الانحناء لموجات وعواصف الاستكبار والاستعلاء والاستعباد التي تحاول فرضها جارة السوء السعودية كيد من أيادي الهيمنة الطولي للغرب في المنطقة.
وفي هذا الحال الشديد والمؤسف الذي يعيشه اليمنيون وهم يواجهون العدوان الغادر الذي يستهدف وطنهم لا اعتقد أبدا أن فوارق المصطلحات والمسميات والعناوين والأماكن تشكل فارقا حقيقيا لذلك, فعلى القوى المتآمرة التي تريد أن تكسر الإرادة اليمنية لتحقيق غايات السيطرة المطلقة أن تدرك أن الجراح اتسعت وتفاقمت حد اللا معقول إزاء هذا العدوان الغبي وأن اندمال تلك الجراح ومحو آثارها لم يعد بالأمر الهين كما كانوا يعتقدون أو يأملون وأن العدوان والظلم والامتهان الذين قصدوا به اليمنيين قد تجاوز مساحات وحدود الاحتمال الطبيعية وليس من المعقول بالمرة أن ينشغلوا عن كل ذلك بالاختلاف حول تلك الشكليات التافهة والمراوغة!! نعم انهم أي اليمنيين يدركون جيدا هذه اللعبة الاصطلاحية والزمكانية التي يحاول العدوان شغل الواقع والاهتمام بها عبر وسائله المسخرة لسطوة المال والنفط ولم يعد إعلامه ولا سلطاته المشتراة في المؤسسات والمنظمات الدولية ودول الجوار وسوى ذلك قادرة على التلاعب والمراوغة بمثل هذه الألاعيب خصوصا بعدما وصلت إليه مستويات العداء والبطش والاستكبار وبعد كل ما سفك من دم وأزهقت من أراوح ودمرت من مقدرات وطن وشعب لم يعرف بأكثر من الحب والتقدير والارتباط بجيرانه وأشقائه وأصدقائه حتى أنه اشتهر بذلك دون سواه.
أخيرا.. نقول لأولئك المعتدين الأوغاد استيقظوا واعلموا أنكم لن تشغلونا عن عدوانكم السافر بتلك الترهات التافهة وأن كيفيات ومواعيد وأماكن التخلص من بطشكم وبغيكم لا ولن تعنينا بقدر ما سنعنى بالرد على كل ذلك وانتزاع حقوقنا عاجلا أو آجلا.. وذلك ما سنعيش ونظل نلهث ونسعى وبجهد لتحقيقه وأن نسيان ما حدث ويحدث لنا منكم من المستحيل المطلق أن ينحني للتسامح والنسيان.