لحظة يا زمن…التفافات
حين تفرغ الأشياء من مضامينها ,وتنزع من المواضيع جوهرها, ويصبح الجسد وحده, هو الذي يتلوى ويتعطف .
لا تصبح الأغنية بعدها ..أغنية حقيقية تحاور الوجدان ..تصبح العملية مجرد استعراض للجسد ..يثير الحواس ويصيب البصر بعمى الألوان .
وفي هذه الحالة تصبح الأمور والأشياء والمواضيع التي توصلها الشاشات الفضائية بتلك الاستعراضات المغرية والمصاحب لها حوائج الإبهار ولإثارة وكأن الأمر في عملية التوصيل ..مسألة تضليل وإفقاد الرسالة الفنية ..جوهرها ومعناها .
إنه بالفعل تفريغ من المعنى والهدف .
تحتار وأنت تتعايش مع تلك الالتفافات التي نصنعها ..أو بالأحرى نفتعلها ..لا تدري بعدها ..أتلك الالتفافات نوع من المجاراة لسلوكيات واتجاهات في الواقع¿
وقد نسأل أنفسنا مثلا لنوع واحد من تلك الالتفافات ..!
مثل بسيط حين يصل “دباب الركاب “إلى قرب إشارة المرور ..فهو لا ينتظر ..بل يلف جانبيا واستدار في شارع جانبي ..وعاد من جديد إلى الخط نفسه ..هذا مثل واحد وبسيط..كيف نفسره منطقيا وعقليا ¿
وكثيرة هي الالتفافات التي تتداخل في سلوكنا اليومي في التعاملات..هل بالقدرة إحصاء مثل تلك السلوكيات والاتجاهات والتي تصبح مع الاعتياد ..كأنها طرق صحيحة ..!
أمر عجيب ,,أم هو غريب بالفعل ¿
إن مظاهر الاتفاف كثيرة في حياتنا وهي تبدأ عبارة عن هفوات صغيرة, نتغاضى عنها ..ونحسبها صغيرة جدا, لا تحتاج إلى نقاش أو تعليق, لا تحتاج لأن نعتبرها ..في خانة السلب ..ومع تكرار الزمن والأيام .. تصبح تلك الهفوات, التفافات ..تتبعها التفافات كبيرة ..وحينها نصرخ حين لا يجدي الصراخ .