أربـع دقائـق.. لإعـادة “السعوديـة” إلى عصر الجاهلية

نهايـــــة الــــــدور..
حال “السعودية” اليوم كحال نملة مشاغبة قررت مواجهة الفيل الإيراني لإقصائه من مجاله الجيوسياسي الطبيعي نيابة عن أمريكا و”إسرائيل” غير مدركة لمخاطر مغامراتها العبثية في المنطقة والتي وصفها مسؤولون أمريكيون بـ”المتهورة” لإدراكهم أن جنون ‘آل سعود’ لن ينجح في احتواء إيران ولا تغيير سلوك حلفائها بقدر ما سينتهي بتدمير “السعودية” نفسها..
وسبب جنون “السعودية” واستيائها من أسيادها في واشنطن هو شعورها بقرب نهاية دورها بعد فشلها في سورية والعراق واضطرار الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين إلى الدخول في مفاوضات مع طهران من بوابة ملفها النووي بدل محاربتها بسبب فائض القوة وتعدد الخيارات التي أصبحت تملكها.
وبالتالي ما تعلنه “السعودية” وتقوم به اليوم في المنطقة لا يعدو أن يكون مهاترات بلا معنى وعبث في الوقت الضائع بلا جدوى يشبه إلى حد بعيد رقصة الديك المذبوح الأخيرة قبل السقوط المريع الأمر الذي يفسر كل ما يحدث في سورية والعراق واليمن من أعراس الدم والخراب.
وإذا كان حزب الله الجبار قد حيد دور “إسرائيل” القلعة المتقدمة للغرب والقوة الإقليمية التي لا تقهر في حرب تموز 2006 فإن رجال الله في سورية والعراق واليمن قد حيدوا دور “السعودية” كوكيل مفوض حريص على مصالح الغرب وأمن “إسرائيل” وأصبحت المملكة عالة يجب التخلص منها بسبب النتائج الكارثية التي أدت إليها مقارباتها الخطيرة لهزيمة أعداء واشنطن وتل أبيب بالإرهاب.
كما وأن حرب اليمن عرت ورقة التوت التي كانت تستر عورة ‘آل سعود’ واكتشف الجميع أن المملكة لا تملك جيشا عقائديا قويا ولا قيادة حربية حكيمة برؤية استراتيجية عقلانية وأنها لا تستحق الزعامة في منطقة حساسة تموج بالاضطرابات لمجرد أنها تملك المال وتعتقد واهمة بأنه سيوفر لها أسباب القوة.
ضعــف السعوديــة فـي قوتهــا..
وفي محاولة غبية لبيع الوهم للعالم عساه يصدق أن “السعودية” تعتبر قوة إقليمية عظمى قامت المهلكة مؤخرا بحملة ماركتينغ سياسي قدمت خلالها رشا ضخمة شملت مراكز الدراسات والإعلام واللوبيات ومراكز صناعة القرار في الغرب عموما و واشنطن على وجه الخصوص لتجيير مجموعة شواهد تدلل على قوتها التي لا مثيل لها ما يتوجب على ‘أوباما’ تتويجها شرطيا للمنطقة بدل إيران وكأن إيران تنافسها على العمالة والخيانة وتنتظر من أوباما أو غيره الاعتراف بها كقوة إقليمية و’أوباما’ نفسه’ أقر في تصريح له لمجموعة ‘بلومبرغ’ الشهيرة مطلع عام 2014 أن إيران قوة عظمى برؤية أستراتيجية عالمية وليست إقليمية فحسب ويعرف العدو قبل الصديق أن مشروع طهران هو مشروع مناقض جملة وتفصيلا لمشروع أمريكا وأدواتها وأنها لا تستجدي حماية ولا اعترافا من أحد..
ومن عناصر القوة التي تسوقها “السعودية” في الغرب لتبرر بها أحقيتها في الزعامة ما يلي:
* إن انتقال السلطة للجيل الجديد أنهى زمن الحمائم ومهد الطريق للصقور الذين استطاعوا بسياسات “حازمة” قلب قواعد اللعبة في المنطقة.. وهذا غير صحيح بالمطلق لأن من يتحكم في معادلات الصراع في المنطقة هي إيران وحلفاؤها أما “السعودية” فقد نجحت في إشاعة القتل والخراب والفوضى بدعم من أسيادها في واشنطن وتل أبيب لكن إلى حين فقط والنقلة النوعية التي يتحدث عنها الإعلام السعودي في هذا الصدد هي قفزة في الظلام بكل الحسابات العقلانية..
لأن كل المؤشرات تؤكد أننا سنرى قريبا جدا انقلاب السحر على الساحر بدليل أن الإرهاب الذي انتقل من ليبيا إلى سورية فلبنان فالعراق فاليمن خرج عن السيطرة وتمدد كالفطر إلى مختلف دول المنطقة والعالم بما فيها السعودية نفسها وإقامة أمريكا لتحالفها “السني” من 60 دولة جاء بطلب من “السعودية” ومشيخات الخليج مخافة وصول “داعش” التي لا تعترف بحدود إلى غرف نومهم.. ولا نتحدث عن صراع الأمراء على السلطة والثروة والوضع الشعبي الداخلي المتفجر الذي ينذر بنهاية عصر الجاهلية في الخليج.
* رعاية المملكة للحرمين الشريفين يجعل منها “الدولة” الرمز للسنة في العالم والذين يشكلون الغالبية العظمى.. وهذا وهم لا علاقة له بالواقع لأن العالم الإسلامي “السني” ليس غبيا ليعتبر “الوهابية” مذهبا “سنيا” والغالبية العظمى اليوم تعتبر “الوهابية” نسخة مشوهة إلى أقصى الحدود عن المذهب السني اقتبسها محمد بن عبد الوهاب من الفقه الحنبلي الظاهري الذي عبث بتعاليمه ابن تيمية في اتجاه المزيد من التشدد والمغالاة وبالتالي لا علاقة للوهابية التكفيرية بالسنة المحمدية السمحة من قريب أ

قد يعجبك ايضا