العكس تماما
لحظة يازمن
كان العالم يتصور أنه بانتهاء واختفاء الحرب الباردة سيصير الكون الأرضي جنة ترفرف عليه رايات السلام.. الذي حدث هو العكس تماما اشتعل الكون حروبا ساخنة وصارخة وكما يقول أحدهم : قفزت على السطح أعداد متزايدة من الحروب الساخنة جدا حروب بين الصغار والصغار جنبا إلى جنب مع حروب الكبار لإبادة الصغار ومن ثم اكتسبت الجريمة الصريحة مكسبا سمحا سمح لها أن تتسمى بأسماء حركية أو أسماء تدليل مثل ” الحرب الاستباقية” أو “الدفاع عن النفس” أو في سبيل الديمقراطية.. الصورة في ظاهرها تبعدنا عما يسمى السلام المأمول وبدلا من أن يتعظ المنتصر وقد أصبح مسؤولا عن تصحيح مسار العالم باعتباره الوريث الأوحد للقوة المنهارة.. الذي حدث للأسف عكس ذلك تماما أصابهم الغرور فأعلنوا وتحدثوا وروجوا لما يسمى بصراع الحضارات والأعراف وراحوا ومازالوا يصنعون الأعداء حتى لو كانوا تحت الأرض .
إن فشل الإنحراف بالصراع عن أصله وتمادي أشكاله السلبية تظهر باستمرار من داخله فصراع بورصات المال يحذر منه أصحابها أنفسهم وتلك الحروب الفعلية التي تخاض لا تغري المنتصر أكثر من معايرة المهزوم وما استمرار هذا الجنون سوى أنه يكشف تنازل المعتدي عن انسانيته وبقدر ما يتعلق الأمر بسلب المعتدى عليه من حقوقه الإنسانية وحق الحياة من جانب اولئك الذين ادعوا ويدعون بأنهم يصلحون مسار العالم.