(هل ستصبح السفينة بلا ركاب)

إن زمننا اليوم يمر مرورا سريعا, ولكنه أليم
وحياتنا كلها معنونة بحزن ‘ بفرح’ أو ما بين هذا وذاك.
فالسفينة التي نحن على متنها ‘اختصم فيها الشركاء ليصبحوا فرقاء ‘ لكن اختصموا على ماذا ! على حزب ‘ على سلطة ‘ أم على كرسي أم على ماذا……¿
لم يعد يتبين لنا نحن المشاة العابرين ‘ ولم نعد نعرف من المشتري ومن هو البائع.
إن السفينة التي شارك في صنعها الجميع بدأت تتهدم وتوشك على الزوال (بلسان البعض).
بدت في بعض الأعين مموهة ‘ لم يعد يراها “فقدت الأمل ” رغم أن الشمس تبزع كل يوم ولم تتأثر بظلام الليل الحالك.
والبعض فقد الحقيقة وتركها ليس مجبرا بل بإرادته (دخل متعبده والمسمى بغار حراء مجازا) هروبا من واقعه المزري ‘ ولجأوا إلى من لا يخذل عنده السائل.
فلتذهب الاطراف المتخاصمة بعيدة عنا إن لم تتفق ولتذهب الاطراف المتآمرة من الخارج على ابناء السفينة ليحرروا فلسطين من عدو غاشم جاثم حقيقة بدلا من مقولاتهم المفبركة.
أو فليتفق أبناء السفينة ليقفزوا منها إلى بحر مديد ‘ فالبحر رغم اتساعه أصبح ملجأ آمن من سماء مليئة بطيران القصف ‘ وأرض مشبعة بالدماء.
فقد يظهر حوت ” يونس ” يتلقف جميع من قفز من على ظهر السفينة ليدخلوا فمه برغبة منهم وليس عنوة فهو أأمن بالنسبة لهم ولتصبح السفينة بلا ركاب .
وفريقا آخر يقرر في قرارة نفسه أنه لن يتنازل عن سفينته فهو يستنشق هواءه منها لأنها بمثابة شريان الحياة الذي يستمد منه كل طاقته.
لذا كفاكم جنونا ‘ فنحن نبحث عن أمن وأمان ‘ وسماء صافية لاتلوثها مخرجات الطائرات ‘وأرض هادئة لا تنالها أصوات المضادات .
ونأمل بأرض خالية من أناس افكارهم متعرجة ومتعوجة ومموهة أوصلتنا إلى هذا الحال . فسيمفونية الامل بالله طغت وستغطى على سيمفونية الحزن التي لامست شغاف قلوبنا . لهذا سنغير جميعنا شراع سفينتنا.
بكلمة موحدة تصعد عنان السماء وتخترقها هي(حسبنا الله ونعم الوكيل) لتبعث في قلوبنا أمن وسكينة ‘وتجعلنا نؤمن بأن الآتي بإذن الله أجمل وأأمن.

قد يعجبك ايضا