الغباء السعودي يكمل البدر الشيعي
محمد العزيزي
* تعتقد (السعودية) أنها الوصي والراعي والحارس والقيم على الدين الإسلامي وعلى كل دولة إسلامية من باكستان وحتى المغرب العربي فهي الدولة النفطية الثرية وفي نطاق أراضيها يقع الحرمان الشريفان وعلى كل هذه الدول الانصياع لها وكذا لأموالها الهائلة ولأنها كذلك قامت بتصنيع الإرهاب ورجال الفكر الديني المتشدد وصولا إلى داعش ذلك التنظيم الإرهابي السفاح الذي توجهه أينما تريد وبالوقت الذي ترغب في تمدده لإسقاط أي دولة تود نسفها وتدمير حضارتها وتاريخها الإنساني.
* منذ خمس سنوات أو أكثر بدأت السعودية تتحدث بل وتحذر من التمدد الشيعي أو الهلال الشيعي كمذهب بمنطقة الشرق الأوسط وبدأت تكثف من دعم الجماعات الإسلامية ذات الفكر المتشدد بقصد أنها ستواجه بهذه الجماعات التمدد الشيعي وتعتقد أي السعودية بتلك السياسة المنحرفة والمتخلفة أيضا بأنها ستقضي على هذا المذهب الشيعي.. متناسية أن سياساتها البلهاء هي من تآمرت على الدول العربية وأسقطتها بل ودفعتها إلى الارتماء إلى أحضان إيران الدولة الحاضنة لذلك المذهب.
* النظام السعودي ومنذ عام 1991م وبسبب الغباء السياسي لهذا النظام أقدم على إسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين لأنه طالب بدفع فاتورة حربه على إيران التي استمرت ثماني سنوات وانتهت في عام 1988م وهو يحمي البوابة الشمال لدول الخليج كما هو الحال اليوم حيث يعمد هذا النظام على التوكيل في الدفاع عن نفسه والمذهب السني الذي يرعاه ويتبناه نظام السعودية.. أسقطت نظام (صدام) ذلك النظام القومي العربي (البعثي) الذي لا يؤمن بالمذاهب وكان الحكم بيد قبائل السنة والأكراد والمسيحيين.. ولا وجود للشيعة فدمرت النظام ومقدرات الشعب العراقي بتعاون 30 دولة من دول العالم ومن هنا سلم النظام الأبله دولة العراق لإيران دون أن تطلق إيران رصاصة واحدة ووصل قادة المذهب الشيعي على ظهر الدبابة الأمريكية أمثال أحمد الجلبي ونوري المالكي وعمار الحكيم ووالده والكثير من المرجعيات الدينية لإخواننا الشيعة ليحكموا العراق وكان الكاسب الوحيد من كل ذلك هي إيران فهي كسبت العراق ودمرت أفغانستان السنية بسبب الإرهاب والفكر والمتشدد.
* من هنا بدأ الهلال الشيعي يرى النور ويتوسع وكانت السعودية هي الصانع الأول لتوسع هذا المذهب غير المرغوب به بالنسبة للسعودية.. إن مكابرة هذا النظام في مواصلة الغباء السياسي واتكال السعودية على أمريكا في حمايتها من أي أهوال قادمة ربما تلتهمها وظلت تدمر كل الدول العربية وأنظمتها الحاكمة التي تتعارض مع سياساتها وهيمنتها فمارست السعودية هوايتها المتمثلة في اضطهاد شعوب المنطقة برفقة قطر والمخابرات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.. فجاءت رياح مؤامراتها مع ثورات الربيع العربي لتدمر البنى التحتية وتقتل قادة بعض الدول وليهرب من هرب ويحاكم من حوكم وسلم من سلم النظام للإخوان المسلمين الذين ينتمون إلى المذهب السني والهدف من ذلك أن تواجه الأنظمة الجديدة (الإخوان المسلمين) المد الشيعي.. إلى جانب سيطرة المذهب السني على غالبية بلدان الوطن العربي رغم محاولاتها منذ الربيع العربي على إنتاج داعش من أجل مواجهة وتغيير الموازين في العراق وسوريا ولا يستبعد اليمن أيضا.
* قبل ذلك عمد نظام آل سعود إلى إخراج الجيش السوري من لبنان ودبرت اغتيال الرئيس رفيق الحريري لأجل إثارة الشعب اللبناني وبالتالي إخراج الجيش السوري من هناك وهي تعتقد بنفس غبائها السياسي أنها تسلم النظام في لبنان إلى السنة بينما هي أخطأت بذلك!! فمن يسيطر حاليا هم الشيعة حزب الله وحركة أمل على لبنان فاللبنانيون لم يستطيعوا منذ عام حسم من يتولى رئاسة الدولة.. لم تحاول السعودية قراءة المشهد والتوقف عن غبائها السياسي بل دفعت سوريا إلى الارتماء إلى حديقة إيران هربا من انتقام السعودية وأخيرا شنت حربا شعواء على اليمن لإخراج الحوثي من اليمن وتسليم السلطة لرئيس هارب وفاشل إضافة إلى محاولة الحفاظ على حزب الإصلاح – الإخوان المسلمين السني على البقاء في السلطة مما دفع اليمنيين إلى التعاطف مع الحوثي وإيران وأصبح المذهب الزيدي الذي تسميه الشيعي لديه حاضنة وتعاطف بينما السعودية لم تكسب من هذه الحرب سوى الكراهية وغريزة الانتقام لدى اليمنيين.
* بهذا العدوان الغاشم والغطرسة بالثراء المالي وإمكانية شراء الذمم وتجار الأوطان اعتقدت السعودية أنها ستنفذ مخططها ومن حيث لا تدري انقلب ذلك عليها فهي بهذا العدوان تكون قد أكملت البدر الشيعي فهي اليوم محاصرة من كل الاتجاهات ولم يتبق معها سوى مدن بسيطة وسط المملكة مع اعتبار البحرين وعمان دولتين شيعيتين وهذا في اعتقادي الشخصي يعتبر مؤشرا خطيرا يؤكد على قرب زوال النظام السعودي وربما تقسيمها إلى دويلات صغيرة خاصة بعد الاحتقان الشعبي في المملكة إثر تفجير جامع (الإمام علي كرم الله وجهه) بقديح القطيف.