معنى الإرهاب

لقد انتشر مفهوم الإرهاب في القاموس السياسي والمعارك الايديولوجية إلى فزاعة والغريب أن الأطراف الدولية أكثر استخداما له والاقدر على ممارسة الإرهاب هو الأجدر في استخدامه ووصم الخصم السياسي أو الطرف المعادي أو المستهدف به.
فعندما كانت بريطانيا وفرنسا هما القوتان الاستعماريتان في العالم كانتا أكثر ممارسة لهذا اللون من الإرهاب وأكثر استخداما له كسلاح دعائي وإعلامي في مواجهة الشعوب والدول المستعمرة.
فكما هو معروف معنى الإرهاب كعنف منظم قد ارتبط بالثورة الفرنسية 1789م عندما تبنت مجموعة من الثوريين العنف ضد خصومهم, وقد عرف عهدهم بعهد الإرهاب.
والواقع أن الإرهاب كممارسة عدوانية وقمعية يغطي التاريخ البشري ولا يخص أمة بعينها أو شعبا من الشعوب أو ديانة من الديانات, وحقيقة الأمر فإن الامبراطوريات عبر التاريخ أكثر ممارسة له واستنادا إليه.
فإذا كانت الحروب العدوانية والاستعمارية هي الصورة البشعة للإرهاب, فإن الامبراطوريات طيلة التاريخ هي سيدة الإرهاب بامتياز, حيث يمثل الاستعمار الأوروبي ذروة الإرهاب الذي غطى الكرة الأرضية, ومنذ تلك الفترة وبعد الحربين العالميتين خرجت أمريكا المنتصر الأكبر وإلى جوارها الاتحاد السوفييتي كقطبين أساسيين في العالم وفرنسا وبريطانيا قد تقاسمتا النفوذ في الكرة الأرضية ومارسوا الإرهاب بقدر نفوذهم الكوني.
الإرهاب صفة ملازمة للقوة والاحتلال والحروب الاستعمارية قدر ملازمته للاستبداد والتعصب والطغيان.
ومعنى الإرهاب أنه يستخدم العنف والتهديد به كسلاح يمتلكه الأكثر قوة وبطشا كما يملكه المستبدون والطغاة.
وغالبا ما يفرق بين الجريمة العادية والإرهاب بالرغم من أن فعلهما واحد.
لذا فإن الإرهاب يمتاز عن الجريمة العادية بأنه يتوخى أهدافا سياسية, فهو جريمة مركبة ففي حين ينشر الذعر والرعب فإنه يرمي إلى تحقيق مكاسب معينة.
وعبر التاريخ ومنذ بداية الغزو الاستعماري لمختلف قارات العالم, فإن هذه الجريمة تنجم عنها وتتوالد منها جرائم تبدأ ولا تنتهي بمعنى أن الاستعمار واحتلال أراضي الغير هو قمة الإرهاب.

قد يعجبك ايضا