الحرب العربية ـ العربية وضعف الروابط!

بداية القرن الثامن عشر انتقل الجد الأول لآل سعود من الكوت جنوب العراق وكان يعيش في كنف آل الصباح الذين كانت تحميهم بريطانيا إلى أراضي نجد واستوطن في الدرعية ويورد كثير من المؤرخين المهتمين أصول العائلة إلى تجار انحدروا من شمال الأناضول وبعضهم يذكر أنهم ينتسبون إلى الدونمة اليهود الذين أعلنوا إسلامهم في تركيا وانتشرت منهم عائلات كثيرة في مناطق الامبراطورية العثمانية وربما يذكر أكثر من مؤرخ أن أحد جدود العائلة يدعى مردخاي.
انطلق ابن سعود عبر مناطق نجد غازيا بحد السيف مرتكبا مجازر بحق قبائلها وسكانها المحليين وبعد العام 1933م حيث كان يحكم الدرعية ومحيطها إلى فتح المناطق الأخرى في بلاد نجد والحجاز معتمدا فتوى ابن عبد الوهاب الذي التحق بآل سعود قادما من الجنوب العراقي بعد أن طرده أبوه وأخوه وكان قد التقى الجاسوس البريطاني اليهودي هيمفر الذي وجهه البريطانيون لتلقينه مبادئ التلمود على أنها مذهب جديد وهكذا اتفق مع ابن سعود على اقتسام النفوذ وجرى ذلك طبقا لخطة وضعها البريطانيون وفي الربع الأخير من ذلك القرن سيطر ابن سعود على كامل شبه جزيرة العرب بعد أن قتل زعماء القبائل وسباهم وفرض على آخرين الطاعة ولم يكتف بذلك بل اتجه شمالا وغربا مستندا إلى دعم بريطاني حتى وصلت طلائع قواته إلى مشارف دمشق الجنوبية 1803م وقطع طرق الحج السورية والمصرية ما دفع بالسلطان العثماني للاستنجاد بمحمد علي باشا الذي أرسل حملته الأولى بقيادة ابنه طولون ثم حملته الثانية بقيادة ابراهيم الذي تمكن من دحر الوهابيين السعوديين عام 1813م كما تحررت مناطق واسعة من نجد والحجاز من نفوذهم وعادوا إلى ملجئهم الأول في الدرعية مع استمرارهم في الغزو والنهب وقتال العشائر الأخرى.
لم يظهر آل سعود ثانية إلا في نهاية القرن التاسع عشر وقد كانوا الورقة الاحتياط بيد بريطانيا التي عادت إلى تزويدهم بالمال والسلاح بعد أن تم اكتشاف النفط وما تختزنه الصحراء العربية من احتياطات ولعبت الامبراطورية العجوز ورقتها بعد عقد اتفاقيات سرية مع أشراف مكة وعلى رأسهم الشريف حسين ودفعته إلى محاربة العثمانيين وملاحقتهم شمالا عبر الأردن والشام في الوقت الذي دفعت آل سعود إلى مهاجمة آل الرشيد وأنصارهم من أشراف وحكام المناطق في نجد والحجاز وارتكبوا مجازر بشعة تشتت على أثرها هؤلاء ولم يعد من آل الشريف حسين أحد إلى وطنه بعد أن بسط الدرعيون سلطتهم بالسيف والسلاح البريطاني الحديث وهكذا اعترفت بهم الولايات المتحدة عام 1935م وعقدت مع عبد العزيز آل سعود مؤسس الدولة الدموية اتفاقيات تلزمه وأبناءه وأحفاده بتنفيذها وكما تعهد خطيا «حتى تصيح الساعة» أي إلى يوم القيامة.
وإذا كان آل سعود لم يتابعوا سيرتهم فلأنهم بعد الاتفاق مع الولايات المتحدة واكتشاف النفط والثروات استداروا إلى جني الثروات وبدلا من مهاجمة الجوار لجأوا إلى التآمر والدسائس وسجل التاريخ الحديث صفحات عديدة عن صراعهم مع مصر والعراق في النصف الثاني من القرن العشرين وتأليبهم الدول الغربية على عبد الناصر ومحاولة اغتياله بأدوات محلية من «الإخوان المسلمين» كما أنهم دفعوا العدو الصهيوني إلى مهاجمة مصر عام 1967م وهذا ثابت في رسالة الملك فيصل إلى الرئيس الأميركي جونسون والتي نشرتها الخارجية الأميركية قبل سنوات وقد تعهد بموجبها أن يدفع تكاليف الحرب وتعويضات كاملة للعدو الصهيوني… الخ القصة وقد تم نشرها سابقا.
أن يتآمر آل سعود على الشام ويحاولون وضع يدهم على لبنان أمر لا غرابة فيه بعد أن تمكنوا من تكديس ثروات هائلة أنفقوا الكثير منها لنشر «ثقافتهم» الدموية المستندة إلى فتاوى تناقض العقل والتطور الإنساني وبعد أن سيطروا على دول الخليج ومصر ودول إسلامية كبيرة عن طريق المال والمعونات ولأنهم لا يثقون بأبناء المنطقة التي أقاموا عليها مملكتهم أنشأوا لهم جيشا أغلبه مرتزقة من دول أخرى بزعم أنهم من «الأمة الإسلامية» وعليهم واجب الدفاع عن الحرمين الشريفين والحقيقة أنهم للدفاع عن عرش آل سعود.
يبدو أن ما تمتع به كبار آل سعود من حنكة ودهاء سياسيين وعزوف عن خوض غمار الحروب بعد حرب الستينيات من القرن الماضي في اليمن افتقده اليوم الحكام الجدد الذين لا خبرة لهم وربما يدفع بهم الغرور والغطرسة وأكداس السلاح إلى ركوب موجة الحروب ومهاجمة الآخرين وقد بدأوها من اليمن الأعرق حضارة لكنها الأكثر فقرا إذ لم ينفع الإغراء والرشوة مع شعبها وقياداته الجديدة الشابة وهكذا أكل آل سعود الفول وعادوا إلى الأصول أصولهم القبلية – التلمودية – القائمة على الغزو والقتل وإلغاء الآخر مؤكدين انتماءهم إلى نفس الفئة التي وصمها التاريخ بالأكثر إفسادا في الأرض والأكثر خبثا ودهاء وإذا كان اليهود يستطيعون تجنيد القوى الكبرى في العالم لخوض حرو

قد يعجبك ايضا