التغييرات السعودية بين رافض ومؤيد

أثارت التغييرات الأخيرة في قمة هـرم الحكم في السعودية ردود فعل متباينة داخل الأسúرة الحاكمة بين رافض بصوúت مرتفöع أسúوة بالأمير طلال بن عبد العزيز الأخ غير الشقيق للملك سلمان ومتحفöظ بصوúت منخفض على غöرار الأمير عبد العزيز نجل الملك الراحل عبد الله والأمير سعود نجل الملك الأسبق فيصل.
وإذا كانت حيúثöيات مرسوم نقل ولاية العهúد من مقرن إلى محمد بن نايف أكدت أن النقل تم “بطلب” من الأول فالثابöت أن الذي حصل فجúر يوم الأربعاء 29 أبريل الماضي لم يكن سوى عزلا لولي العهد بعدما اعترض على استمرار الحرب في اليمن التي لم يكن مؤيöدا لشنöها أصلا.
واستهدفت المراسيم الخمسة والعشرين التي أصدرت باسم الملك سلمان أربعة مناصب مفتاحية في الدولة وهي ولاية العهد وولاية ولاية العهد ووزارة الخارجية والديوان الملكي الذي يعتبر العلبة السوداء للنظام.
مع عزل ولي العهد السابق الأمير مقرن (70 عاما) يكون هذا الأخير آخر من تولى ولاية العهد من أبناء الملك عبد العزيز مؤسس المملكة السعودية ويكون خلفه في هذا المنصب الأمير محمد (55 عاما) نجل وزير الداخلية السابق نايف أول من يتولى المنصب من أحفاد عبد العزيز مدشöنا بذلك النقلة من الجيل الثاني إلى الجيل الثالث.
ومن الواضح أن هذه الحركة مسحت آخر لمسات الملك الراحل عبد الله الذي اختار مقرن وليا لولöي العهد (أي نائöبا لسلمان) إلا أن فرع السديريين لم يكن راضيا عن ذلك. والسديريون هم أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز من زوجته حصة بنت أحمد السديري وهم ليسوا على قلب رجل واحد مع إخوتهم غيúر الأشقاء في الفرع الآخر. وكان الملك فهد بن عبد العزيز (1982 – 2005م) هو أول السديريين الذين تولوúا الحكم في السعودية.
وأتت القرارات الأخيرة المفاجöئة لتحكم قبضة السديريين على الحكم وتقصي (نهائيا¿) الجناح المنافöس. ومع شيخوخة الملك سلمان (80 عاما) الذي يقال أن فترات إدراكه لا تتجاوز بöضع ساعات في اليوم انتقلت دائرة القرار إلى ولöي العهد الجديد محمد بن نايف وخاصة إلى ولöي ولöي العهد محمد بن سلمان (35 عاما) الابن الأشد قـربا من والده والذي كان له الرأي الحاسم في اتöخاذ قرار شن الحرب على الحوثيين في اليمن.
تغييرات الملك سلمان تزيد من صعوبة التنبؤ بالسياسة السعودية الرياض (رويترز) – ركزت التغييرات التي شهدتها المملكة العربية السعودية على مستوى القيادات السلطة في أيدي دائرة مصغرة من أسرة آل سعود مما يرفع بعض القيود عن الملك ويقلل من القدرة على التنبؤ بالمواقف الاستراتيجية للمملكة.وتقدر المملكة – أكبر مصدري النفط في العالم – الاستقرار أيما تقدير إذ تعمل على التأني في رسم السياسات ونادرا ما تغيرها وذلك لأسباب منها ضرورة إحداث توازن في المنافسات بين أفراد الأسرة الحاكمة ومصالحهم المتضاربة.وربما يكون هذا الوضع في طريقه للتغيير الآن. فمنذ ارتقى الملك سلمان العرش بعد وفاة أخيه في يناير كانون الثاني الماضي دخل حربا في اليمن وأعاد هيكلة قطاع النفط وأجرى بعض التعديلات الداخلية كان من بينها تغيير ولي العهد وولي ولي العهد.ولا يزال من غير الواضح ما إن كان هذا بداية سياسة خارجية أكثر تأكيدا بكثير للدور السعودي الرامي للتصدي لإيران أم أنه يعكس استراتيجية جديدة للطاقة أو نهجا أمنيا أكثر تسلطا كما تكهن محللون.غير أن ما يتزايد وضوحه أن الحكام الجدد في الرياض يتمتعون بمجال أكبر للقيام بتدخلات مفاجئة غير متوقعة عن سابقيهم.وقال الاعلامي جمال خاشقجي المدير العام لتلفزيون العرب “إذا أراد الملك على سبيل المثال ارسال قوات أرضية إلى اليمن فهو لم يعد مضطرا لاستدعاء الأسرة كلها لكي يفعل ذلك.”وقد كان للملك في السعودية على الدوام الكلمة الأخيرة في قرارات السياسة غير أنه كان عليه عادة كسب موافقة مجموعة من الأمراء ذوي النفوذ هم أشقاؤه وأخوته في الغالب لاقرار أي تغييرات كبرى.ويبدو أن الحال قد اختلف إذ تركز عدد متزايد من المناصب في أيدي ثلاثة أشخاص هم الملك وابن شقيقه ولي العهد الأمير محمد بن نايف وابنه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.وقال خالد الدخيل أستاذ العلوم السياسية السعودي “إذا نظرت إلى الأميرين تجد أنهما يسيطران على الدولة تحت إشراف الملك”.(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 6 مايو 2015)
قبضة حديدية¿
داخليا يرجح أن ينتهöج هذا الثنائي الحاكم سياسة القبúضة القوية ليس فقط مع تنظيم “القاعدة” ومشتقاته وإنما مع المعارضة الليبرالية والمجتمع المدني أيضا خصوصا طالما ظلت ذريعة الحرب في اليمن المجاور والحملة على “القاعدة في جزيرة العرب” قابلة للتسويق الداخلي.
فالأمير محمد بن نايف الذي ورث وزارة الداخلية عن والöده باشر منذ مطلع الألفöية حرúبا بلا هـوادة على الجماعات المسلحة التي باتت تعتبöره العدو رقم واحد وحاولت اغتياله ثلاث م

قد يعجبك ايضا