ن …………..والقلم..المبادرة الحقة !!!
عبد الرحمن بجاش
قال صاحبي : كنت ذاهبا إلى المكتبة في حدة , وعندما انعطفت إلى الشارع الرئيسي من الفرعي , فوجئت بأناس بملابس بيضاء نظيفة تسر الناظرين , وعلى أفواههم كمامات , وترافقهم سيارات , ظننت انه قدموا من كوكب آخر , توقفت أمعن النظر فيهم وفي ما يفعلون , واستفسر من أول واقف على باب دكانه يتفرج : من هم ¿ – أبناء الطائفة الإسماعيلية ينظفون الشارع , ما لقوا لهم عمل !!! , قال صاحبي : رنت في أذني عبارة (( ما لقوا لهم عمل )) , قلت ضاحكا أخفف عنه : عندما تقف بسيارتك في أي مكان من أي شارع , فيهب عليك أبناء الصومال كل يريد أن ينظف , كل يبحث عن الرزق , أصحابنا تطلب منه أن ينظف سيارتك , يشترط عليك تشغل المسجل والديجيتال ويكون المغني حسين محب , وأغنية ((شلوا لكم صنعاء مع الأراضي)) , تقول : علي الآنسي , يمتنع عن التنظيف حتى يدوي حسين محب , يكمل العمل (( المشقدف )) وهات يا مبايعه وصياح !! , تقول : الصومالي يقتنع بما تعطي , يقول لك (( أحنا عيال ناس )) , لذلك كله نحن ضائعون , ولا يقول لي أحدكم غير هذا , بسبب موت روح المبادرة في نفوسنا , ولأن تربيتنا العامة تكاد تكون صفرا !!! , الآخرون ربوا شعوبهم من البيت إلى المدرسة إلى الشارع وقالوا لهم : هذه حياتكم ولا بد أن تصونوها , أحنا قالوا لنا : اعبثوا واعملوا ما بدا لكم ورؤوسكم لكم !!! , ولذلك تجدنا من نجاح إلى نجاح!!! , لا أدري ما ذا يفعل عقال الحارات في مثل هذه الظروف ورؤساء الأحياء , فإن لم يكونوا وهو حاصل يرعون شؤون حاراتهم وأحيائهم , فماذا يفعلون إذا ¿¿¿ , افهم أننا نعاني , نبحث عن البترول والغاز والديزل والمازوت , وبالتالي عن الخبز وخلافه , وقبل كل شيء فلا مال بقي في الجيوب , فماذا يفعل الإنسان ¿¿ ومع ذلك فالقمامة ستؤدي إلى إصابة أطفالنا بشتى الأمراض , والتلاقي في الشارع الهدف منه أن تتجدد أواصر العلاقة الإنسانية بيننا , فالتكافل الاجتماعي طالما كان هو الذي ينقذ حياة اليمنيين , فلا تزال روح اليمني عامرة به برغم كل شيء فقط من يرفع طبقة الغبار ألف حسرة على دور المسجد , الذي أكرر السؤال : ماذا يفعل في هذه الظروف , فإن لم يكن دوره قائدا , فيا حسرتاه علينا , لا نريد أن نفقد بصيص الأمل الذي لا يزال أيضا يعمر النفوس فقط يريد من يستفزه , أقول بادروا كما بادرت الطائفة الإسماعيلية برغم الظروف الصعبة الشخصية التي نمر بها , ظلوا يمنيين كما عهدنا أنفسنا وشكرا لأبناء الطائفة الإسماعيلية , ولا رحم الله من كان السبب ……………