العودة للحل السياسي.. الخيار الوحيد للأزمة اليمنية

معاذ القرشي

في هذه اللحظة التاريخية من حياة شعبنا اليمني وبعد أن جرب كل طرف الأدوات التي يعتبرها أفضل ومارس القوة التي يملكها سواء قوة الأداء والتأثير السياسي أو قوة الفعل العسكري الذي سبب المواجهات وسقوط الضحايا اعتقد أن الوقت قد حان ولو كان متأخرا الى أن تسلم كل الاطراف أن كل الخيارات  التي اعتقدت الاطراف انها يمكن ان تحقق الانتصار غير آمنة باستثناء  الخيار السياسي عبر الحوار.
وهي القناعة التي توصل اليها مجلس الامن الدولي والاتحاد الاوروبي وترددت في تصريحات الكثير من القيادات العربية والغربية الحريصة على أمن واستقرار اليمن حتى بعد العدوان السعودي الذي تعرضت له اليمن جراء عاصفة الحزم.
وقبل أن يكون خيار الحل السياسي للأزمة اليمنية قناعات وقرارات دولية  هو مهمة عاجلة لليمنيين بعد ما تعرضت له اليمن من عدوان استهداف بنيته التحتية وتسبب في سقوط الكثير من الضحايا ولو بلباس الحرص والدفاع عن الشرعية وكما قال العرب من الحب ما قتل.
 وشعبنا يعرف  ان الخارج  لم يكن بعيدا عن  الأسباب التي ادت الى الكثير من المواجهات في اكثر من مدينة يمنية ورغم كل المبررات التي يسوقها البعض للعدوان أو المواجهات الداخلية والتي لو استمرت  ستؤدي  الى إحداث شرخ في النسيج الاجتماعي وستقود الوطن  الى المآلات  المجهولة وغير المأمونة العواقب إذا سمح  لها بالتوسع أو تقديمها برداء مناطقي أو  مذهبي.
يعرف اليمنيون جيدا وهحم يعانون الاوضاع الاقتصادية والامنية والاجتماعية الصعبة ويتحملون غياب الخدمات وغياب  الدولة عن القيام بدورها وتعطيل التنمية ان فوهات المدافع ولعلعة الرصاص ونصائح الخارج جعلت الاطراف السياسية تبحث عن بدائل وادوات للتمرير ما تعتقد انها الاصوب أو وفق الايدلوجيات والقناعات لكن ومع الشعور بالحزن لتلك  الدماء الزكية التي أريقت في معارك الصراع العقيم والتي لا مهزوم فيها إلا الوطن وسلمه الاجتماعي والاهلي يجب اعتبار كل ما حدث كبوة جواد عربي اصيل سينهض مرة اخرى ويساهم في ماراثون وطني لبناء كل ما تهدم وتقديم التنازلات التي احدثت الخلاف من اجل الانتصار للمشروع الوطني الجامع والقبول بالآخر والوصول الى اتفاقات تنقذ وطنهم من الضياع.
غفران وطني يقود لمصالحة وطنية
بعد كل ما حدث وما مر من مياه في نهر الوطن وما بقي فيه من رواسب الماضي الاسود يجب ان يكون مفهوما لدى كل الاطراف التي منها لا يمتلك ميزان الوطنية وغير مؤهل لمنح صكوك الوطنية للآخرين ومن يرتكبون حتى الممارسات الخاطئة في حق وطنهم ليس لأي طرف كان رمي التهم الجاهزة بالعمالة يمكن فقط ان نقول ان كل طرف كان يريد خدمة وطنه ولكن وفق الادوات والوسائل التي يفضلها واذا كان الخلاف بين الاطراف لم ينتج إلا حشد الكثير من الاخطار على الوطن أرضا وإنسانا فيجب أن تبدأ كل الاطراف بممارسة غفران وطني شامل بحيث يغفر كل طرف عن الآخر ويعالجون جميعا الجراح النازفة التي سببتها الصراعات العبثية وتقديم التعويضات العادلة للضحايا الذين سقطوا وحشد جهود الجميع للبناء لما استهدفه العدوان السعودي وذلك الغفران الذي نتحدث عنه نريده واقعا معاشا وليس مجرد شعارات تردد من قناعة لحاجة اليمن لأن يغفر كل طرف للطرف الآخر من خلال ترجمة ذلك الغفران إلى افعال على الارض من اجل اليمن الواحد الموحد اليمن الذي ضيع أبناؤه الكثير من السنوات وهم يتصارعون على سراب.
إنه الغفران الوطني الذي يتكئ على إرث تاريخي وأواصر قربى ومصير واحد وتاريخ نضالي مشرف غفران يكون بحجم اهمية هذه اللحظة التاريخية من حياة شعبنا ونحن نواجه العدوان عندها ستغسل النفوس وتجبر القلوب المكسورة وتجفف الدموع من المآسي وتعود الابتسامة الى وجه اليمن المشرق ويكون اليمنيون عندها على موعد مع مراجعة أخطاء الماضي والمشاركة ببناء الدولة المدنية الحديثة والعادلة وكذلك الاتفاق على استراتيجية وطنية لعلاقاتها العربية والعالمية وفق المصالح الوطنية والغفران الوطني هو خطوة متقدمة لاستعادة الثقة المفقودة وطي مراحل الصراع وحماية الكيان اليمني من السقوط.
طريق اليمنيين غير مفروش بالورود
يعرف اليمنيون أن طريقهم ليس مفروشا بالورود وأن هناك مهاما وطنية عاجلة أبرزها الخروج من عنق الزجاجة واستكمال الحوار من حيث توقف والاتفاق على صيغة حل سلمي مع الاستفادة من الجهود المخلصة للدول التي لا تزال حريصة على إسكات آلة الحرب والعودة الى الخيارات الآمنة وفي حالة الاتفاق على إنجاز مبادرة أو حل يأتي وقت تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي توافق عليها اليمنيون في حوار وطني شامل شهد له العالم والاتفاق على دستور يتم الاستفتاء عليه من الشعب والوصول الى صندوق الانتخابات وكل هذا لن يحدث إلا إذا تعلم الجميع من ممارسات الماضي الخاطئة وكانوا على قدر من المسؤولية الو

قد يعجبك ايضا