ن ……والقلم..دبة بترول لوجه الله !!
أكتب وأحشائي تحرق بفعل حالة الإسهال التي لم تتحسن كما لم يتحسن أي شيء , وبفعل الوضع الذي نعيشه غصبا عنا , حدثت نفسي (( لا بد أن أكتب وفاء للقارئ , قال هاجسي : ولو ضاعت الكهرباء نهائيا وتوقف اللابتوب وألنت …كيف ¿ها أنا اكتب والقادم على الله , عند الـ 1,30 صباحا تراءى لي أن ثمة نورا في الممر الرئيسي للبيت , فهبيت , لأجد الكهرباء , فرددت فورا (( يا لاقي الضائعة )) , جريت إلى حيث جهاز التليفون واللابتوب , فوجدت ابني الأصغر قد شبكهما , فعدت إلى النوم , صحوت بعد حوالي 20 دقيقة لأجد الضائعة وقد ضاعت من جديد , لأعود إلى همي وغمي !!! , صباحا استبشرت ولا زلت بمشهد الغيوم , لعل اليوم خيرا , ترسل السماء مزنها تمسح الهم من على نفوسنا , وتؤكد المؤكد أن الله أكبر ممن كان السبب في ما نحن فيه , انتظر المطر بفارغ الصبر , شارعي يبدو نظيفا فقد بادر شباب الحي إلى القيام بتنظيف الشارع , والتصرف بالقمامة , فكانت الصورة بالأمس الأول مبادرة رائعة , وفي حدة سجلت الطائفة الإسماعيلية مبادرة رائعة حيث قام أفرادها بتنظيف المكان في شوارع المدينة السكنية لكن قلبي بكى لمشهد نازحي حي عطان حيث يلتحفون الأرض ويتدثرون بالسماء في مجرى السيل !! , يفترض أن يلهم الآخرون ويقومون بتنظيف أحيائهم حتى لا نغرق في القمامة وتوابعها , أصحابي ياسين ونبيل عادا من الشارع بعد أن ذهبالى جولة ألمصباحي وعادا راجلين , قالوا : لا وسائل مواصلات , وإذا حضر دباب هب عليه ثلاثون راكبا بدون جدوى !!! , لم استطع الذهاب إلى أي دكتور فالسيارة بدون بترول , والتليفون واقف !!! فماذا نفعل ¿¿ , الوضع لا يسر عدوا ولا حبيبا , فما العمل ¿ اليمنيون عالقون في الخارج , والخارج لم يعد يهتم بهم , يبدو أننا تعلقنا وعلقنا كملف من الملفات العالقة , ما يعني أن الرحلة ستطول !! , هل علينا أن نكابر , أم نسعى لإيجاد مخرج ¿¿ , الحروب العبثية تنهش كل حياتنا في الداخل ونحن مصرون على الاستمرار , طيب ايش الهدف ¿ من نخدم فيها ¿ أنفسنا ¿ أم الخارج ¿ الخارج من أكبره إلى أصغره أصبح ينظر إلى الأمر كمائدة كل يأخذ منها ما استطاع وعلى حساب دمائنا , ونحن يبدو أن اللعبة استهوتنا , وأسوأ ما في الأمر اليمنيين منا من يظهرون ينظرون من على شاشة أسوأ قناة عرفها الكون (( العربية الحدث )) الذي ضحكت منها عليها إلى حد أنني نسيت مرضي , فقد أرسل قارئ مشهدا لعرس في عمران فيه ضرب نار كثيف , قال : فوجئت بعد مرور وقت أن خبرا عاجلا منها قال : (( المقاومة تستعيد خور مكسر )) !!!!!! , قناة مضحكة تضحك على أصحاب الفلوس , وتتاجر بدمائنا , لا فتح الله على من كان السبب , الآن من أين لي بدبة بترول ¿¿ , والى أين نسير ¿ الأمر في هذه اللحظة يستدعي الشجاعة لنقرر شيئا إنقاذا لما تبقى وللإنسان أولا وأخيرا , إذ أن الشجاعة لا تتمثل في أن تظل تتلقى اللكمات وتدعي انك تنتصر , أخشى من أن يكون القادم جحيما لا نطيقه , لذلك فالعقل مطلوب أن يتسيد المشهد , وليس في استخدامه عند الضرورة عيب , وفي المنتهى من أعماق القلب فالشكر مسدي لكل من اطمأن على حالتي الصحية , فقد أحسست أننا برغم الألم مازالت إنسانيتنا عناويننا التي لا تختفي ولن تختفي بإذن الله.