بيعة .. وشراءات !
خالد الأشهب
«التغييرات بالسعودية تستعيد أمجاد الأيام الأولى لتأسيس المملكة » !! هذا ما قاله أولا سعد الحريري في وصف التغييرات الجديدة في مملكة آل سعود لكنه لم يخبرنا كيف كانت أمجاد تلك الأيام الأولى وأين كان هو يومئذ ومن أين له كل هذا الحنين إليها¿ وعلى موقعه في تويتر كتب الأمير طلال بن عبد العزيز في توصيف القرارات الأخيرة لأخيه غير الشقيق الملك السعودي سلمان يقول:
«فوجئت عند نهاية العهد ما قبل الحالي وهذا العهد بقرارات ارتجالية أعتقد بعد التوكل على الله أنها لا تتفق مع شريعتنا الإسلامية ولا أنظمة الدولة وسبق لي أن ذكرت في هذا الموقع أنه لا سمع ولا طاعة وبالتالي لا بيعة لمن خالف هذا وذاك «! ودعا طلال إلى «اجتماع عام يضم أبناء عبد العزيز وبعض أحفاده المنصوص عليهم في هيئة البيعة ويضاف لهم بعض من هيئة كبار العلماء وبعض من أعضاء مجلس الشورى ومن يرى انه على مستوى الدولة من رجال البلاد للنظر في هذه الأمور»… في نفس الوقت الذي كان فيه ابنه الوليد بن طلال خلف المعفين بالمراسيم الجديدة مقرن وسعود وفي مقدمة من بايعوا الأولياء الجدد في الرياض¿
لا أعرف بالضبط ما هي مآخذ طلال بن سعود على قرارات شقيقه الملك ولماذا اتهمه بمخالفة الشريعة والقانون وأسقط بيعة الأولياء إياهم لكني أعرف أن انتخابا تشاوريا بدائيا يجري قبل البيعة وأن ثمة مرشحين مسلمين وليس من عائلة واحدة يقدمون أنفسهم أو يقدمهم آخرون وأن البيعة هي تثبيت الاتفاق العام على المختارين منهم إجماعا أو نسبيا لكني تذكرت أن الدعوة إلى هذه البيعة تبعت المراسيم التي أصدرها الملك السعودي وقضت بالإعفاءات وبالتعيينات الجديدة ولم تسبقها ولو لم يكن الأمر على نحو ما من الاستبداد الفردي المطلق بالقرار والسلطة وتشكيلاتها لكان من وظائف البيعة أن تسبق التعيينات لا أن تتبعها..
ولما كان لـ «دبلوماسية»الاستبداد أن تدفع بالملك وحاشيته الجديدة إلى زيارة المعفين أو المطرودين في اليوم التالي وترطيب خواطرهم . رغم ذلك تقدم المعفون صفوف المبايعين المهنئين وأعلن بعضهم عن رضاه الكامل بما جرى من إعفاء وتكليف بل إن البعض الآخر تمرد على أبيه وذهب مبايعا! وحتى قبل أن يصل الأمر إلى من تغنى باستعادة أمجاد أيام تأسيس مملكة الرمل وهو لم يرها ولا يعرفها.. ذهب كبير مراسلي الـ سي إن إن الأميركية إلى القول بأن الأوامر الملكية السعودية الجديدة: «دفعت البلاد إلى الحداثة بلمح البصر»¿ ولعلنا نستذكر هنا أن باكورة أعمال «حداثة لمح البصر ومجد الأيام» تلك كان عدوانا سعوديا همجيا مدمرا على شعب شقيق وجار وفقير في اليمن فأي حداثة وأي لمح بصر في ما يجري في مملكة الظلام.. وأي أمجاد وأي بيعة وأي مبايعين… بل أي مشترين!!