ويبقى الأجير أجيرا…
أحمد عرابي بعاج
لم يكد المتحدث باسم التحالف السعودي يعلن عن توقف أعمال عدوان عاصفة الحزم على اليمن الحزين حتى بدأ عدوان إعادة الأمل لقد استبدلت المملكة الوهابية اسم عدوانها لكنها ما زالت تمارس ما هو أبشع منه والطلعات الجوية التي تجاوزت الـــ2500 غارة جوية دمرت بعدوانها البنى التحتية والاقتصادية والحياتية في مدن اليمن وكان حصيلة العدوان بمرحلته الأولى أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة شهيد من المدنيين من الأطفال والنساء ما زال العدوان مستمرا لم يتوقف.
مغامرة آل سعود في اليمن هروب إلى الأمام من انتكاسات عصاباتها الإرهابية في سورية والعراق ومحاولة لشراء انتصار على دولة مسالمة لم تعتد على أحد كل ما فعلته هو أنها أرادت بمعظم جماهيرها قيادة سياسية تلبي تطلعات أبنائها بعيدا عن هيمنة دول الخليج وعلى رأسها المملكة الوهابية التي تعتبر اليمن حديقتها الخلفية ومسرحا لعملياتها العبثية. في هذا الوقت يتفاعل الانتظار مع دعوة أوباما للاجتماع بقادة الخليج بعد أسبوعين والتي يعتبرها الكثيرون بأنها ليست دعوة للسياحة أو الاستجمام بقدر ما هي دعوة للتأنيب ربما واعتداؤها على اليمن ليس هو الأمر الرئيسي فهذا لا يضر واشنطن ولكن لأنها لم تحقق الأهداف المرسومة لها في مجمل ما كلفت به من مهام وظيفية ولأنها شقت عصا الطاعة جزئيا ردا على اتفاق الدول الكبرى مع إيران وتصرفت بشكل كاد أن يؤدي إلى حرب إقليمية أو دولية غير محسوبة النتائج لا ترغب واشنطن في فتحها حاليا.
ويبدو أن الاتفاق المبدئي بين إيران والدول العظمى على تسوية مسألة البرنامج النووي الإيراني قد فتحت أبوابا جديدة للتعاون ولو بشكل موارب حتى الآن ما يجعل مملكة آل سعود المغامرة تعيد حساباتها في التدخل السافر في شؤون الدول الأخرى وفرض مغامراتها بأدواتها التي تملكها من أموال نفط ملطخة بدماء الأبرياء إلى أسلحة أمريكية لم تستخدم ضد الحليف إسرائيل وعصابات وهابية تكفيرية منتشرة في دول الإقليم تنفذ أجندات لحسابها ومؤخرا لحساب من يدفع أكثر… وهو ما باتت تخشاه واشنطن وشكلت له حلفا جويا لتأديب عصابات داعش الوهابية التي خرجت عن مهمتها. ولكن الأجير لن يصبح سيدا مهما امتلك من أسلحة وأموال وإذا كبر دوره يصبح أجيرا كبيرا ليس إلا.
إنها الأفعال المشينة لمملكة الوهابيين وجوارها وحليفهم التركي المتعجرف الذي يحلم هو الآخر بأن يصبح له شأن في المنطقة وأن يتوج إمبراطورا عثمانيا كرتونيا لم تسمح له واشنطن بأن يستطيل بعيدا عن حدوده وهو لهذا السبب أيضا يفتح حدوده أمام قطعان الإرهابيين ليدخلوا بأعداد كبيرة نحو الحدود السورية ولعل ما يفعله يفسح في المجال أمامه بإقامة ما يسعى إلى تحقيقه باعتباره أمرا واقعا دون الحاجة إلى إذن واشنطن هذه المرة.
وما بين مغامرة آل سعود ومقامرة آل أردوغان رابط مشترك هو العصابات الإرهابية التي تأتمر بأمرة هذا مرة وذاك مرة أخرى ولكن بالأجرة فقط ومن يدفع أكثر فالأجير يبقى أجيرا والتابع يبقى تابعا ولن يصبح إمبراطورا إلا في أحلامه فقط.
الثورة السورية