العدوان السعودي .. منظومة متكاملة

عبدالرحمن مراد

يذهب البعض في حديثه إلى القول بالحرب الداخلية ولهم في ذلك تفسيرات وتأويلات ذات أبعاد ثقافية وطائفية وفي ذلك تزييف وتضليل وتبرير تزييف للحقيقة التي تقول إن اليمن شابها القدر الكافي من الهدوء قبل قيام المخابرات الأمريكية بتهريب عبدربه إلى عدن وتضليل الرأي العام المحلي والعالمي بحقيقة ما يجري من قبل العدوان السعودي الذي يتعاضد عدوانه بالطائرات مع تحرك أدواته في الداخل اليمني وتبرير للعدوان السعودي على اليمن “والتبرير دور يتقنه فصيل سياسي بعينه في اليمن وهو الإصلاح وجهة جغرافية بعينها في اليمن وهي “تعز” ولا أقول كل الإصلاح ففي ذلك ظلم ولا كل تعز ففي ذلك ظلم أفظع لكن أشرت إليهما لسببين اثنين أو عاملين مهمين وهما العامل التاريخي سواء للمكان تعز أو للإخوان وهو الأبرز في الهيمنة على مجرى الحدث والعامل الثاني وهو التداخل في الحالة الوهمية بين المكان والإخوان لذلك نرى منذ بدايات متقدمة على العدوان إلى زمن العدوان وحتى اللحظة التي أسطر فيها هذا المقال حالة التداخل بين المكان والإخوان والمكان أعني به تعز فكل الذين يقومون بوظائف التضليل والتبرير والتزييف والتخدير في وسائل الإعلام المحلية والعربية ينتمون إلى تعز كجغرافيا وينتمون أو يتقاطعون مع الإصلاح وفي حالة التقاطع نقطة الالتقاء أو التقاطع هي البراغماتية كمبادئ ذات عمق ثقافي متجذر في وجدان الإخوان وفي خصائص المكان الذي اتسم بها منذ زمن بعيد ظل يتجدد في أكثر من زمن وما تزال الذاكرة تتحدث عن انتفاضة المقاطرة وأحداث 79م من القرن الماضي” إذن بالعودة إلى التبرير بعد تلك الفقرة المعترضة التفسيرية أقول أن تبرير العدوان من قبل الإخوان وأقول الإخوان هنا لأنني أفضل بين الإخواني العقائدي والإصلاحي السياسي وذلك لسببين السبب الأول التباس مفهوم الدولة في فكر الإخوان إذ أنه غير واضح المعالم وهم لا يتحدث إلا عن خلافة ذات أفق جغرافي متسع والسبب الثاني هو الشعور بالهزيمة السياسية والأخلاقية والعسكرية ولذلك جاء العدوان كتعويض نفسي عن جل الهزائم التي تلاحقه فرأى فيه معادلا موضوعيا ويبدو أنه تعامل مع العدوان تعاملا عاطفيا ولم يدرك عواقب مثل ذلك التعامل والتعاون وأثره النفسي والأخلاقي والسياسي في المستقبل المنظور والقريب لقد راهن الإخوان رهانات خاسرة وكذلك هم منذ بدء نشأتهم كل رهاناتهم تخسر ولم تزل ولا أراهم يحسنون إلا البكاء والعويل فهم إذا دخلوا حربا ملأوا الدنيا صراخا وعويلا وحين قتل العدوان السعودي أبناء اليمن وأهل اليمن ودمر كل شيء في اليمن لم نجدهم باكين ولا صارخين بل وجدناهم يبررون ويخدرون ويريفون ويضللون ويخرجون في مظاهرات عامرة تجوب المدن وترفع صور سلمان القاتل لأطفال اليمن وأبناء اليمن والمدمر لليمن أرضا وإنسانا وقد كتبوا ملك الإنسانية والسلام وفي مقابل ذلك يتحدثون عن غزو -واحتلال حوثي لعدن وتعز ولاحظوا مفردة غزو ومفردة احتلال- وفي حديثهم الذي يتضاد مع طبيعة الإنسان اليمني وكوامنه النفسية ومع حقائق الواقع تبرز وظائف الحزب الوهمي والمثقف الوهمي القائمة على فلسفة الباطل وقلب الحقائق وأمام مثل ذلك التضاد في الموقف الأخلاقي والسياسي والثقافي تكون الدهشة في وجدان الجماهير اليمنية هي الضربة الفيصل التي تؤسس لمرحلة جديدة لمن يحضر فيها الإخوان.
وبعيدا عن حزمة الوظائف المضللة التي يقوم بها الإخوان والبراجماتيون في واقعنا اليمني تظل الحقائق الثابتة والمؤيدة بالأحداث والوقائع والبيانات والتصريحات تقول أن اليمن تواجه عدوانا متكامل الأركان والأدوات فالطيران والبوارج والكاسحات وجبهات الداخل سواء كانت في تعز أو في عدن أو في مارب هي جزء واضح وجلي من منظومة عدوانية خليجية على اليمن فعملاء الداخل جزء من العدوان وليسوا حالة منفصلة عنه بدليل أنهم جاءوا تبعا له ويتلقون دعمهم منه وبالتالي فقتال الجيش واللجان الشعبية للعدوان وصده مبرر ولا يمكن الاشتغال على التضليل والتبرير والتخذير والتزييف فالقضية الوطنية أصبحت بين ثنائيتين هما عدوان وصد فالمساند للعدوان قاتل ويحرص على القتل والتدمير ولا يمكن لليمن إلا أن تقف في وجه العدوان وأن تنتصر عليه سواء كان بوجه وملامح غير يمنية أو بوجه وأياد يمنية فالعدوان هو العدوان بأي صفة وبأي لون.
لقد كان فتح الجبهات الداخلية هدفا من الأهداف الاستراتيجية للعدوان السعودي من أجل سرعة الهيمنة وفرض الواقع الذي يريده لذلك بادر إلى فتح جبهة تعز وجبهة عدن وجبهة مارب وفشل في فتح جبهة في صنعاء وأخرى في الحديدة وكل الذي يحدث ويقال يستطيع المرء اكتشاف حقائقه من خلال البحث والتحليل وربط الوقائع ببعضها حتى تتضح الصورة والصورة التي أضحت واضحة هي القول أن ما يحدث في اليمن منظومة عدوانية متكاملة وتقرير ابن عمر قال بكل فصاحة من الذي جاهد الجهاد كله من أجل تعطيل الحوار والوصول إلى الح

قد يعجبك ايضا