نقاط على الحروف.. لليمن قائد
– ليس عاديا أن يتعرض بلد بقدرات متواضعة كقدرات الشعب اليمني لعدوان تسخر له إمكانات سياسية ومالية وحربية بالحجم الذي يحظى به العدوان السعودي على اليمن ويبقى الوضع الميداني على ما تشهد به التقارير السعودية اليومية بعد أربعة وعشرين يوما على بدء العدوان فتتحدث عن مؤيدي العدوان أنهم يخوضون مواجهات عنيفة ضد الحوثيين في عدن ولحج والضالع ومأرب وشبوة وهي كلها محافظات لا تنتمي للمكون الاجتماعي والمذهبي الذي ينتمي إليه الحوثيون ما يؤكد من جهة أن الميدان ثابت والعدوان الذي أنفق مليارات الدولارات لم يزحزح أقدام الثوار الثابتة ومن جهة ثانية أن من يناصرون العدوان على رغم الدعم الجوي الهائل الذي يلقونه لم يفلحوا بتحقيق إنجاز يحسب لهم فالقتال يدور في مناطق يفترض أن تسقط من اليوم الأول للعدوان بينما ها هي صنعاء العاصمة لا تزال بمنأى عن أي أحداث تزعزع استقرارها ومن جهة ثالثة وهذا الأهم أن الشعب اليمني يقاتل كشعب واحد وليس كمكونات متفرقة ومتنابذة مذهبيا كما يرغب السعوديون أن يروا ويسعون لرسم المشهد اليمني على أساسه وإلا كيف يمكن لغرباء وافدين على عدن أن يصمدوا فيها رغما عن أهلها الذين وفقا للبيانات السعودية يقاتلون ضد الثوار ويرونهم خطرا وأدوات أجنبية إيرانية وعدن في مرمى أسلحة البحرية السعودية من ثلاثة اتجاهات وفوقها طيران سعودي لا يغادر أجواءها هل يمكن أن يحدث مثل هذا لو لم يكن اليمنيون هم الحوثيون والحوثيون هم اليمنيون بعدما أذاب العدوان السعودي كل الفروقات بينهم ووحدهم على قلب رجل واحد.
– عندما يكون الحلف الذي يقدم الغطاء للعدوان قد نجح في تمرير قرار وفقا للفصل السابع في مجلس الأمن ضد الثوار يتبنى مطالب العدوان وادعاءاته فهذا يعني أن الوضع الدولي منحاز لصالح العدوان كما كان عدوان تموز 2006م يحظى بالدعم والمساندة على المستوى الدولي وعندما تكون دول عربية وازنة مثل مصر تضع ثقلها المعنوي لتغطية العدوان وتكون قدرات المال والسلاح التي تحوزها السعودية وهي ربما الأكبر في العالم لخوض حرب بلا سقف مالي وتسليحي والحرب لا تزال بالمال والسلاح لا بالرجال فهذا يعني أن أكثر ما يمكن أن يواجهه شعب في عدوان هو ما يواجهه الشعب اليمني.
– عندما تصمت دولة مثل أميركا تعلن الحرب على «القاعدة» وفي اليمن منذ سنوات وتعتبرها الخطر الأكبر على مصالحها في المنطقة وهي ترى أن «القاعدة» تشكل القوة البرية للعدوان على اليمن وأنها تتوسع لإعلان إمارة حضرموت تحت مظلة الطيران السعودي وتمنح على رغم ذلك دعمها للعدوان وتعلن تقديم كل ما يلزم لإنجاحه وتصف قوى الشعب اليمني بالإرهاب فهذا يكشف حجم النفاق العالمي في معايير الحرب على الإرهاب بمثل ما كشفتها الحرب على سورية.
– عندما يكون «الإخوان المسلمون» الذين تصنفهم السعودية تنظيما إرهابيا هم الحزب السياسي الوحيد في اليمن الذي تجرأ على إعلان مساندة العدوان فذلك دليل صارخ على لا وطنية الإخوان بكل مفردات ومكونات هذا التنظيم وفي كل البلدان التي له فروع فيها فمن يقرر سياسات الإخوان هي مرجعية عالمية لا صلة لها بهموم الشعب الذي يعمل بينه كل فرع من فروعهم التي لو عاد لها القرار لما تورطت ربما ولو من باب الخجل بالموقف النشاز الذي يصمها بالعار دون كل أحزاب بلدها كحزب للخيانة الوطنية لكن ذلك يكشف أيضا هزال الحال السعودية التي لم تستطع أن تجد من يرحب بحربها التي صار مستقبل حكم الأسرة المالكة السعودية متوقفا على الفوز بها وعلى رغم كل ما تبذل من قدرات وإمكانات وعلى رغم التاريخ الطويل من التغلغل في اليمن إلا «القاعدة» و«الإخوان المسلمين» يقفون مع حربها وينخرطون فيها والأمران معا لا وطنية الإخوان والهزال السعودي يكشفان مع شراكة «القاعدة» أن المرجعية التي تقف وراء العدوان تتحكم بخيوط اللعبة للأطراف الثلاثة فمن عساها تكون وفقا للتجربة السورية سوى «إسرائيل».
– في خلفية كل هذا المشهد والثبات والصبر والصمود خرج السيد عبد الملك الحوثي ليقول كلاما غاية في الهدوء والوضوح والتسلسل لا يحفظ الأمن القومي العربي ولا يعاد اليمن إلى حضن عربي ولا تحمى الكعبة بالتعاون مع أميركا و«إسرائيل» ويضيف الشأن اليمني يخص اليمنيين والحل السياسي عبر الحوار كان يتقدم حتى جاء التدخل السعودي لعرقلته بالإيحاء لـ«الإخوان المسلمين» بالمماطلة تمهيدا للعدوان والمستفيد من العدوان في الميدان تنظيم «القاعدة» والشعب وثورته لا يهمهم ما يقال قضيتهم هي القرار اليمني المستقل الحر حيث لا مكان لطائفية ومذهبية وقبلية وهويات تفرق ولا توحد الاستقلال هو العنوان الذي يبني على أساس العزة مواقفه من القضايا الكبرى وإنú تقاطع