إرهاب متعدد .. وسياج منيع واحد

كانت صدمة اليمنيين كبيرة وهم يسترجعون شريط أحداث التفجيرين الإرهابيين في جامعي الحشحوش وبدر اللذين أوديا بحياة العشرات وإصابة أضعافهم.. ذلك إن المرتكب لتلك الحماقة الدينية والأخلاقية والإنسانية ألغى عقله وضرب أسوأ صورة قد يرسمها مارق عن الإسلام أو ضال ينتمي إليه .. وحين جاء الإرهاب السعودي المنظم على اليمن بالعدوان العشري البربري ضد كل معالم الحياة في اليمن كانت الصدمة اكبر بكثير حيث تقارب مشهد البغي الفردي مع الطغيان على مستوى الدولة بل والدول الحليفة جمعاء ..!
.. لم تردع هؤلاء ولا أولئك لا حرمة الجمعة ولا حرمة الجوار ولا حرمة الدين .. هؤلاء تماما كأولئك قفزوا على وعيد رب العالمين فاستحلوا دماء غيرهم زرافات ووحدانا ممن لا ذنب لهم ولا جريرة لا في سياسية ولا حزبية بل إن جلهم لا يعي ما يجري في البلد منذ سنوات لأن هاجسه اليومي كان توفير لقمة العيش الكافية له ولأهل بيته..!
.. وإذا كان بعضنا قد ذهب يفتش في دهاليز الأبلسة وفنون الشيطنة وحماقات الإنسان عن دافع لفعلة إرهابيي تلك الجمعة الدامية تماما كما نفعل منذ أربع سنوات حول جمعة تفجير مسجد دار الرئاسة الافتتاحية لرجب عام 2011 م , فإنني قد انكببت على التفتيش في ذات الدهاليز عن ما يبرر فعلة الإرهاب العربي العشري على اليمن الذي تقوده السعودية منذ شهر كامل وسبعة أيام..!!
.. ولأن الأجرام واحد .. والإرهاب إرهاب مهما تعددت وسائله وطرقه فإنه لا فرق البتة بين ارتاب الأفراد أو الجماعات أو الدول فكلها خلفت الأبرياء من المدنيين وغيرهم كما أن كليهما كان اعتداء على حرمات الله ومحدداته المهلكة بحق الدم وحق المعتقد وحق حرية الإرادة ..
.. أيضا لم يكن هناك من فرق بين إرهاب القاعدة وهي تقتل الأبرياء في نيويورك ومدريد وبين إرهاب أمريكا حين هاجمت العراق واحتلته بالكامل في 2003م..!!
.. ألم تدرك الرياض والعواصم التي سبحت بحمدها من اجل فلوسها إنها تمارس القتل الجماعي والإرهاب الجماعي بحق شعب كامل منذ أكثر من شهر .. تستعرض بقواها ليلا ونهارا كما فعل قبلها فرعون الذي قال أنا ربكم الأعلى وجالوت الذي طغى وقبلهما عاد الأولى التي لم يخلق مثلها في البلاد .. ترمي البشر والحجر بآلاف الأطنان من القذائف والصواريخ القاتلة للحياة جوا وبحرا وبرا وبصورة يومية  ..
أخيرا :
.. مهما كانت تضحيات اليمنيين وكوارثهم المصدرة من دولة الجوار .. ومهما كانت نتائج الإرهاب القادم لليمنيين من داخل البلد آو من خارجه في صورة أفراد أو جماعات .. سيصدم اليمنيون كما كان ديدنهم مع كل الملمات وأعظم المدلهمات .. شعب فقير لكنه حر .. وصابر لكنه شجاع .. هو الين أفئدة ولكنه صاحب قوة وبأس شديدين شهد بهما القران العظيم .. هذا كله سيشكل السياج المنيع لثبات الأمة وانتصارها على قوى الإرهاب مهما كانت مصدرها ومهما زاد نفيرها .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

قد يعجبك ايضا