الجبال تتحطم عليها العواصف

عندما يستهدف الإنسان اليمني في كل مناطقه الجغرافية في حياته ويستهدف في غذائه ودوائه وتعليمه ومقدراته هذا الاستهداف يؤكد أن هناك مشروعا كبيرا ومعقدا ليس له علاقة بالشرعية والديمقراطية إذ أن مشروع عاصفة تدمر اليمن بأبعاده الإنسانية والحضارية يتضمن قطع الماضي تماما  ورسم المستقبل وفق منهج معين يتحول به اليمن إلى مسخ شبيه بدولة الفلبين بعد السيطرة الأمريكية عليها لا هي منتمية إلى محيطها  الأسيوية ولاهي إسلامية ولا هي أوربية.
إذا كان الحصار البحري والجوي والبري وتدمير المنشآت السيادية للدولة اليمنية يسير في سياق  المتوالية الخاصة بالمشروع
 السري الذي ظهر من خلال خطب قيادة المؤسسة الدينية التحريضية على الحرب الطائفية والمذهبية وهذا يتناقض مع التصريح الإعلامي والسياسي لقيادة المملكة فلا شأن مطلقا لرجال الدين في إعادة رئيس مستقيل منتهية فترة رئاسته وفق المبادرة المزمنة التي كانت مشروعهم لحل(الأزمة) اليمنية عام 2011م إذا كان منع الدواء ومنع الغذاء ومنع وصول الديزل والبنزين والغاز لعموم الشعب اليمني وتدمير شاحنات القمح و محطات الكهرباء من اجل وصول اليمن كاملا إلى مجاعة وكارثة إنسانية هي الأولى بالمنطقة العربية فى العصر الحديث بشن حرب ضد دولة لم تبادر بأي موقف عدائي ضد الدولة المعتدية فلا يوجد مبرر أخلاقي ولاديني ولا قانوني ولا إنساني هناك شيء وراء العاصفة الأولى والعاصفة الثانية لأن أعادة الشرعية قد تتحقق بوسائل راقية حضاريا وانسانيا وقانونيا مثل الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية بعدم تقديم أية (مساعدات اقتصادية )وضغوط إعلامية من قبل أصحاب مشروع العواصف . ولتأكيد شكوكنا حول هذا المشروع انه سبقته حملة كراهية ونشر الأحقاد والضغائن بين جميع أفراد الشعب اليمني جهويا ومناطقيا ومذهبيا وقبليا ….الخ خلال عدة سنوات كما أن المتابع لمجريات الاحداث فى اليمن قبل مشروع العواصف أن تمت عمليات اغتيالات كبيرة لقيادات وأفراد الجيش والأمن وصلت إلى المئات وكذلك تفجيرات انتحارية وهجمات على معسكرات الجيش والنقاط الأمنية وإعدام الجنود الأسرى وإسقاط عدة طائرات حربية واغتيالات طيارين وأفراد وضباط القوات الجوية وتلى ذلك أو ترافق معها عمليات اغتيالات لقيادة سياسية وأكاديمية وإعلامية وفى المجال الاقتصادي القيام بتخريب أنابيب النفط والغاز مما تسبب بخسارة اليمن أكثر من عشرة مليارات دولار جراء تلك الأعمال إضافة إلى مئات العمليات التخريبية لأبراج الكهرباء وماله من انعكاس سلبي كارثي على حياة الناس وأعمالهم وترافق مع ما سبق هيكلة الجيش بحجج وأكاذيب باطلة غير مهنية منها الولاء العائلي وكان بتغيير القيادة ينتهي زعمهم !!!! كانت كل تلك الاعمال سبقت حرب العواصف السعودية على بلادنا  يقينا فهي تقليد ومحاكاة مكنيكية لعواصف أمريكا في العراق ابتداء بإثارة النعرات والكراهية بين مكونات الشعب العراقي ثم القيام بحرب استنزاف وشراء الولاءات وتتويجها بتصريح القيادات العسكرية بأنهم سوف يعيدون العراق إلى ما قبل عصر الكهرباء نفس المنهج والأسلوب في عواصف المملكة تجاه اليمن كما ذكرت سابقا ولكن العواصف بالمطلق لن تحقق أهدافها في اليمن أيا كانت تلك العواصف ومن أي بلد فالعاصفة تحطمت أمام ثبات الإنسان وصموده وصلابته متحديا العدوان وتتحطم العاصفة أمام العالم ببطلان وكذب وزيف وبهتان  أهداف العدوان وحقيقته على اليمن .

قد يعجبك ايضا