عدوان آل سعود على اليمن والصفعة الباكستانية
ليست المرة الأولى وربما لن تكون الأخيرة التي يتلقى فيها نظام آل سعود صفعة قوية ومن العيار الثقيل جاءت هذه المرة من البرلمان الباكستاني الذي رفض مشاركة باكستان في العدوان السعودي على اليمن وذلك خلال جلسة تصويت جرت منذ أيام قليلة ما أثار جنون النظام السعودي الذي سعى بتحالفه المزعوم لتحقيق مآربه وكذلك مآرب أسياده في الغرب من أجل ديمومة حكمه الذي أضحى مهددا بالزوال نتيجة حماقاته.
النظام السعودي الذي يقود العدوان الجوي على اليمن بمشاركة الإمارات والكويت وقطر ومصر والأردن والمغرب والسودان والبحرين ذهب بعيدا في غيه وصلفه بعدما زاد الصمت الدولي والدعم الغربي لعدوانه السافر وظن أن التصريحات التي جاءت على لسان رئيس وزراء باكستان نواز شريف في وقت سابق بأن بلاده «ستتصدى لأي تهديد لأمن السعودية» سيعطيه زخما للغوص أكثر في هذا العدوان الغاشم لكن البرلمان الباكستاني قطع الطريق أمام المد السعودي عندما صوت في 10 نيسان الجاري على رفض مشاركة إسلام آباد فيما يسمى «عاصفة الحزم» ضد اليمن ودعا الأطراف اليمنية إلى حل خلافاتها سلميا فيما قال البرلماني المعارض غلام أحمد بيلور في جلسة التصويت البرلمانية «إذا تدخلنا في اليمن سيندلع حريق كبير في بلادنا من جديد… جيشنا ليس جيشا للإيجار» تزامن ذلك مع طلب الأمم المتحدة هدنة إنسانية فورية في اليمن لبضع ساعات على الأقل يوميا للسماح بنقل المساعدات مع تدهور الأوضاع نحو الأسوأ لكن الرفض السعودي كان حاضرا ليؤكد نيات آل سعود المبيتة للشعب العربي في اليمن وهي نيات قديمة متجددة.
الموقف الباكستاني من العدوان السعودي على الشعب العربي في اليمن فاجأ الأنظمة العربية في الخليج وأصاب مقتلا فيها بعد أن دهمها اليأس والإحباط من الصفعة التي تلقتها من إسلام آباد وما تبعها من صفعات متلاحقة من بعض أطراف «تحالف» العدوان التي تتردد في المشاركة في حرب برية بعدما أيقنت أنه لا عودة بعد التورط وأن المشاركة ستكون ضربا من الجنون وانتحارا بعينه فثارت ثائرة تلك الأنظمة الخليجية العميلة وعلت تصريحات مسؤوليها التي نمت عن المستوى الذي أوصلوا أنفسهم إليه ومن دون أن يعوا أنه لا يمكن شراء كل شيء بالمال.
«تحالف» نظام آل سعود في عدوانه على الشعب اليمني لم يتبق منه ما يسند به ظهره سوى بعض المشيخات المتورمة التي تصب مساعيها في إشعال نار الضغينة والتقسيم والتناحر ستوصل المنطقة إلى وضع كارثي تظن أنه الخيار المناسب الذي يمكنها من بقاء عروشها في ظل الهيمنة الصهيو- أمريكية التي بدورها ساندت وساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في مجريات الأحداث المرسومة للمنطقة ودولها وشعوبها لكن الرفض الباكستاني شكل ضربة قاسية للمشروع الذي تنفذه الأنظمة العميلة في الخليج الأمر أدى إلى دخول العلاقات بين إسلام آباد والرياض إلى دائرة التوتر والسخونة تجسدت في تصريحات وتصرفات نظام آل سعود التي ردت على عدم تفويض برلمان إسلام آباد للجيش بالمشاركة في العدوان السعودي إذ هاجم أمير منطقة نجران جلوي بن عبد العزيز بن مساعد الشعب الباكستاني واصفا إياه بـ«الخسيس» وذلك في تعليق له على موقف البرلمان الباكستاني بعدم المشاركة في ما يسمى «عاصفة الحزم» التي تشنها المملكة على اليمن حيث قال: «إن هذا الموقف يدل على برلمان خسيس لشعب خسيس لطالما كان يعمل لدينا كخدام ومازال» متوعدا بإجراءات ضد الباكستانيين في منطقة نجران. ولم يتوقف الأمر عند التصريحات أو التلميحات بل تعداها -حسب الأنباء المنقولة عن مصادر دبلوماسية- إلى أن السعودية وردا على الرفض الباكستاني المشاركة في العدوان على اليمن ستقوم بتسخين جبهات إقليم بلوشستان الواقع جنوب غرب البلاد والذي يشهد حركة انفصالية ووجودا كبيرا لتنظيم «القاعدة» المرتبط مباشرة بالنظام السعودي وهذا التحريك السعودي للميدان العسكري في بلوشستان يأتي وفقا للمصادر بهدف ما يسميه آل سعود «تأديب إسلام آباد» نتيجة رفضها «السخاء» السعودي من بوابة المشاركة في العدوان وهو ما عد في الرياض «كفرا» وطعنة غير متوقعة ولاسيما بعد المال الذي أغدقه النظام السعودي في باكستان من أجل جرها إلى «حلفه» فكان التسخين حاميا أكثر من المتوقع وظهرت أولى محطاته بعد حادثة قتل 20 عاملا في الإقليم يوم الجمعة الماضي. كذلك أطلقت الرياض دعوات التجنيد الإجباري للشباب بعد أن شعرت بانكسارها وعدم تمكنها من تحقيق أهداف عدوانها على اليمن إذ دعا ما يسمى مفتي آل سعود عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ إلى التجنيد الإجباري للشباب من أجل ما سماه «الدفاع عن الدين والوطن» وقال: «لابد من الاستعداد والتسلح الدائم لمقاومة أي شيطان والت