“اليمن ومسار تصحيح ثورة 2011م .. ورهان البعض على طائرات ناتو العرب¿”

في هذه المرحلة الصعبة من عمر الحرب المفروضة على الدولة اليمنية بكل أركانها يتضح يوميا وبشكل متزايد أن استراتيجية الحرب بدأت تفرض واقعا جديدا لطريقة إدارتها ومخطط سيرها فما يجري الآن من عدوان شامل على الأرض اليمنية هو حرب استنزاف لليمن ولتاريخ اليمن وتدمير ممنهج لما تبقى من قوة اقتصادية وعسكرية وبنى تحتية باليمن والسبب بذلك يعود إلى تضارب مصالح الشعب اليمني مع مصالح القوى التآمرية الأخرى بالمنطقة والعالم فهذه الحرب العدوانية على اليمن سببها الرئيسي هو تضارب مصالح الشعب اليمني الوطنية والقومية المقاومة للمشروع الصهيوأمريكي مع مصالح بعض القوى الإقليمية والدولية التي تنخرط بمسار المشروع الصهيوأمريكي.
الدولة اليمنية بكل أركانها أدركت حجم الخطورة المتولدة عن تضارب مصالحها القومية والعروبية مع مصالح الآخرين التآمرية عليها وعلى المنطقة ككل مبكرا وتنبهت مبكرا لخطورة ما هو قادم ولهذا كان واجبا على اليمنيين أن يعلنوا بالثلث الأخير من العام الماضي عن انطلاق ثورتهم الثانية لتصحيح مسار ثورة العام 2011م فبدأت القوى الوطنية باليمن التي قادت حراك ثورة التصحيح بالعمل على ثلاثة خطوط : محاربة الإرهاب والمضي بالإصلاح ومحاربة الفساد ولم تكن هذه القوى الوطنية اليمنية مقتنعة بجدوى بعض المسرحيات الغربية التي تمثلت بمبادرات أممية حملها بن عمر وغيره وأكدت هذه القوى الوطنية اليمنية أكثر من مرة أن مستقبل اليمن يقرره اليمنيون وأن الحوار بإطاره العام يجب أن يكون يمنيا – يمني تحت سماء اليمن وفوق أرضه ودعت هذه القوى الوطنية لأكثر من مرة كل إنسان يمني شريف ليكون طرفا في الحوار, لكن في تلك المرحلة وللأسف برزت إلى الواجهة فئات من القوى السياسية اليمنية استغلت هذا الظرف الصعب من عمر الدولة اليمنية والتقت أهدافها وأجندتها الإقصائية مع أهداف وأجندة أعداء اليمن وهذا ما أفرز مؤخرا نتيجة العدوان الشامل السعودي على الأراضي اليمنية وبدعم وغطاء محلي من بعض القوى اليمنية التي رفضت الجلوس على طاولة الحوار اليمني – اليمني.
هذه القوى من الواضح أنها بهذه المرحلة مازالت تراهن على القوى المعادية لليمن بكل أركانه لعل هذه القوى تعيدها الى كراسي الحكم بصنعاء على ظهور دباباتها وطائراتها الواضح اليوم أن هذه القوى تراهن على هذا الخيار بالتأكيد بغض النظر عن حجم الخسائر والكوارث التي ستحل باليمن نتيجة هذا العدوان السعودي الشامل على الأراضي اليمنية ولكن السؤال الذي يبحث عن إجابات منطقية هنا هل بمقدور هذه القوى العدوانية أن تعيد هذه القوى اليمنية إلى كراسي الحكم بصنعاء على ظهور دباباتها وطائراتها¿
الإجابة المنطقية على هذا التساؤل هي بالتأكيد “لا”, فلا يمكن اليوم لأي قوة بالعالم أن تنتصر على إرادة شعب يبحث عن الحرية.
ختاما, يمكن القول أن الشعب اليمني قال كلمته الفصل عندما خرج بالثلث الأخير من عام 2014م ليصحح مسار ثورة عام 2011م ولا يمكن اليوم لأي قوة أن تمنع أو تثني ثورة التصحيح اليمنية وكل القوى اليمنية التي راهنت على دبابات أعداء اليمن وعلى طائرات أعداء اليمن لتعيدها إلى كراسي الحكم عليها اليوم أن تراجع موقفها وأن تكون مع اليمن بمعركته مع كل أعدائه فالمعركة الحالية هي من ستفرز القوى الوطنية وغير الوطنية في اليمن.

قد يعجبك ايضا