تحالف العدوان لا بلح الشام ولا عنب اليمن والنووي الإيراني أمر واقع

عشر سنوات أو أكثر بقليل والغرب يعمل رأس حربة للتصريحات الإسرائيلية ويتبناها تلك التصريحات ((القلقة )) حول برنامج إيران النووي وما كانت تنشره كبريات الصحف يتبناه الساسة العرب أو بعضهم في المصادقة عليه وترويجه . فالخطر النووي الإيراني مقلق للعرب ولكن ما تملكه إسرائيل منذ عقود لا يشغل بال أحد !!! وهو السلاح الغامض الذي ترفض إسرائيل الاعتراف به ولكنها تعلن عنه بتصريحات هنا أو هناك وما يملكه الكيان الغاصب يعود الى أكثر من ثلاث أو أربعة عقود ومفاعل ديمونة في صحراء النقب الذي لم تستطع وكالة الطاقة الذرية الوصول إليه أو الاطلاع على نشاطه . في هذا الإطار تشكل تحالف معلن لمحاربة إيران بعد أن وجدت إسرائيل أن إمكانية الوصول للمفاعلات الإيرانية وضربها كما حدث للعراق أمر مستحيل أو على الأقل انعكاساته أكبر من أن تتحملها فكان لا بد من طريقة يمكن فيها الضغط على إيران وإجبارها على فتح كل المنشآت النووية للمفتشين وتسليمها للغرب وفق الرؤية الإسرائيلية .. وهذا ما لم يحدث رغم الحصار ورغم العقوبات الاقتصادية القاسية وبالرغم من الحرب القاسية التي يمارسها الحلفاء على إيران من خلال الحرب على سورية ومحور المقاومة والعدوان الجديد على اليمن لضرب ما يسميه الحلفاء هناك تمددا إيرانيا . وعلى وقع التصريحات الإسرائيلية وضربات طائرات تحالف العدوان في اليمن خرج وزراء الخارجية الغربيين برفقة وزير خارجية إيران ليعلنوا التوقيع بالحروف الأولى على اتفاق ضمن للإيرانيين حقهم في برنامجهم النووي السلمي ومهد لقرار دولي برفع العقوبات الاقتصادية وقبل بالشروط الإيرانية دون أن يؤثر ذلك على تحالفات إيران الاستراتيجية وخصوصا مع سورية وحزب الله . فماذا كسب المعادون لإيران من خلال عنوان التخوف من البرنامج النووي الإيراني ¿¿ على أرض الواقع اليوم إيران لاعب إقليمي وقوة في نادي الكبار ودولة لديها صناعتها العسكرية المهمة وهو ما لا يوجد عند المحيطين فيها ولا يملكونه معتمدين على حليفهم الأمريكي وقواعده التي تنتشر وفق مصالح أميركا الاقتصادية لحماية مصادر الطاقة ليس إلا . وإيران وباعتراف أميركي كانت داعما حقيقيا للعراق في محاربة الإرهاب وما يتم تحقيقه من انتصارات هي بدعم إيراني وليس بفضل ما سمي التحالف الدولي ضد الإرهاب وطلعاته الجوية (( الوهمية )) . أما في سورية فمازالت المعارك دائرة على كامل التراب السوري حيث ضغط التحالف في الآونة الأخيرة لتحقيق تقدم على الأرض يضغط على إيران من خلال محاولات إضعاف الحليف السوري لها لعل ذلك يخفض من التمسك الإيراني بشروط التفاوض . لا يمكن اليوم الفصل بين ما يحدث في سورية والعراق واليمن والمفاوضات على الملف الإيراني من جهة والتصعيد الذي يمارسه تحالف العدوان على تلك الدول من خلال تحرك العصابات الإرهابية التي تعمل بدعمه وماله وبتوجيهات غرف العمليات التي تديرها إسرائيل وأميركا والسعودية وقطر في سورية بالإضافة الى تركيا التي تعمل وفق حساباتها الخاصة لتحقيق حلم العثمانيين الجدد في بدء التوسع الجغرافي على الأراضي العربية. وما يحدث في اليمن من قصف وتدمير ودعم معلن من قبل التحالف لعناصر القاعدة ليس إلا حربا عبثية أرادت أميركا من خلالها إعطاء جائزة ترضية للحلفاء ليفرغوا نار غضبهم على شعب أراد التغيير ولإخراجهم من حق الاعتراض على أي اتفاق تقدم عليه الولايات المتحدة مع ايران . ومن يفهم السياسة الأمريكية يعلم تماما أن أي اعتراض ستفكر تلك الدول بإعلانه سيلاقى بقرار أميركي ودولي يعتبر ما يحدث في اليمن هو عدوان واعتداء على سيادة دولة مستقلة وهذا ما لا يمكن لتحالف العدوان تحمله حيث أن الخارطة السياسية اليوم أبرزت قوة تحالفات جديدة وكشفت تلك الأحداث تحالفا عميقا بين السعودية وإسرائيل من خلال اتفاق على أن إيران هي عدو مشترك ويجب محاربته . كما كشفت أن الغرب لا يبحث عن مصالح حلفاء وإنما يدير مصالحه عبر بعض من يسميهم حلفاء له وأن اميركا وبريطانيا ومعهم الغرب يعنيهم إبقاء الدول التابعة لهم غارقة في ملفات متشعبة وسوق مستهلك لمنتجاتهم وحقل تجارب للأسلحة الجديدة التي يتم تصنيعها وبيعها لجيوش تعمل وفق ما يخدم أمن إسرائيل أولا ومصالح الغرب ولكنها تورط دولها في حروب لا طائل منها ولا منفعة فبعد ستة وثلاثين عاما من العداء العربي للثورة الإيرانية نجد اليوم الفارق الكبير واتساع المسافة تقنيا وعلميا وعسكريا أصبح شاسعا جدا في وقت تتلاعب فيه إسرائيل بمبادرة السلام وتوسع مستوطناتها ودول التحالف تدمر دول عربية وتدمر جيوشها وتدفع المليارات بحجة محاربة التمدد الشيعي مرة أو بحجة نشر الديمقراطية فلا يهم العنوان كثيرا بالنسبة لها المهم أنها تنفذ ما يطلب منها فقط .
“نقلا عن موقع المنار”

قد يعجبك ايضا