المرتزقة…

المرتزقة هم أسوأ خلق الله تجدهم ويا للأسف في كثير من المجالات الهامة لحياتنا وبلدنا … في السياسة والقتال والاقتتال والنشاط الإعلامي وأنشطة4 المجتمع المدني وغيرها .
جاء تعريف المرتزقة لأولئك الذين يقومون وبمقابل مادي بالقتال مع جيوش غير بلدانهم لصالح السلطة الحاكمة التي تستاجرهم ليقتلوا أبناء شعبها المعارضين لها , أو ضمن عصابات للمتنفذين لقتل كل من يريدون الخلاص منه , وتطور أمر المرتزقة عندما امتد نشاطهم إلى مجالات هامة وخطيرة كالسياسة وإدارة الإعلام والتدخل في أنشطة العمل المدني . كان المرتزق حامل السلاح ياتينا من الخارج فأصبح المرتزقة الجدد يأتوننا من الداخل من بين صفوفنا.
اليوم سنحاول تناول أمر مرتزقة الإعلام في بلدنا هؤلاء الذين يبيعون أرضهم وناسهم .. بلدهم وشعبهم وبابخس الاثمان ولا مانع لديهم من بيع اقرب المقربين إليهم … أهلهم وذويهم وبنفس السعر ولا غرابة في ذلك فقد سبق لهم ان باعوا هم أنفسهم لمن دفع لهم الثمن ليحقق لهم بعضا من أحلامهم المرذولة في المال أو المنصب أو قطعة ارض أو عقار أو وسائل ركوب  ونقل . قبل الدخول لأوكار الإعلاميين المرتزقة عندنا لابد ان نؤكد أن هناك أعدادا ليست بالقليلة من رجال الإعلام ونسائه على قدر كبير من النزاهة والعفة والإخلاص في خدمتهم لمهنة الإعلام والقيام بعمليات التنوير لأبناء وبنات شعبهم بهدف تخليصهم من الآفات التي أوجدتها وخلفتها لهم أنظمة الحكم الفاسدة , إلا أن الكثير منهم وللأسف ليسوا في مواقع مسؤولية أو قيادة أجهزة الإعلام والصحافة بل إن بعضهم ( مركون) في زوايا الإهمال والإبعاد القسري عن مواقع عمله الطبيعية ,وهناك وللأسف أيضا مرتزقة الإعلام وقد أجلسوا في مواقع المسؤولية والقيادة وفرضوا أنفسهم بقوة أولياء أمرهم على الفضائيات والمواقع الالكترونية الصحفية لبث سمومهم لصالح أولياء نعمتهم .
نحن نسمع أن البعض قد فقد شرعيته لكن هؤلاء فقدوا إنسانيتهم وأهم عناصرها الحرية والثبات على الحق والصدق فقد خلق الإنسان حرا ويعيش ويموت وهو حر.
هؤلاء الذين يخدعون أبناء وبنات شعبنا البسطاء لا يعينهم أو يهمهم ما يحدث من دمار للبلد … مرتزق الإعلام يبيع الوهم والدجل للناس على أنه الحق والصدق ويرفع صوته عند الحديث لعرض شجاعته وتمسكه بموقفه وهو في الحقيقة أجبن من فأر إذا تحول الكلام إلى عمل وفعل فيبحث لنفسه عن أقرب جحر يختبئ فيه. وهو خائن .. يخون الناس الطيبين الشرفاء الذين مدوا أيديهم إليه وساعدوه ودعموه وأقالوا عثرته فيجازيهم بسعيه الدؤوب لقطع تلك الأيدي ودفع أصحابها إلى مهاوي الفناء والبحث عن قبور يدفنهم فيها أحياء إن أمكنه ذلك.
لا تستهينوا بمرتزقة الإعلام إنهم أشد خطرا وإجراما من مرتزقة السلاح … مرتزق السلاح ضحاياه بالعشرات أو حتى بالمئات لكن ضحايا مرتزق الإعلام بالآلاف مئات الآلاف ,وإذا ما نجح مرتزق الإعلام في مهمته فإنه يخلق لنا مرتزقة جددا من صفوف من تم خداعهم… . مرتزق الإعلام لا يتوقف لالتقاط أنفاسه إلا بعد تأكده من إفراغ جرابه من الأكاذيب والدجل وبث الفتن وتحريض الأحزاب والفئات والمجموعات على بعضها وكلما حاول الناس إخماد جذوة هنا نجد مرتزق الإعلام قد أشعل أكثر من نار في أكثر من مكان وفي زمن وأوقات لا يستطيع إبليس نفسه أن ينظم مثلها.
على العاملين في الإعلام والصحافة أن يدافعوا عن مهنتهم ومبادئها وأخلاقياتها وأن يقوموا إلى جانب نقابة الصحفيين اليمنيين بتأسيس هيئة وطنية للدفاع عن الإعلام والصحافة ورد كيد هؤلاء المرتزقة إلى نحورهم.
Wams2013@hotmail.com  

قد يعجبك ايضا