رصاص وورد وأقلام
الجمعة 13 مارس 2015
في يوم الثامن من مارس كنت ماشيا في شارع من شوارع صنعاء المفضية إلى ميدان التحرير وصادف مروري مسيرة نسائية منفضة من احتفال بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وفي سير هذه المسيرة كانت توزع الورود على الرجال والشباب تحت شعار (ألف وردة بدلا من ألف رصاصة(.
هكذا عبرت المرأة اليمنية عن استنكارها لكل الصراعات بين أبناء الوطن الواحد وما ينتج عنها من مواجهات عسكرية تحصد فيها الأرواح في حين تدعو إلى أن تجنح الأطراف المتصارعة إلى الجنوح للسلم واللجوء إلى الحوار تحقيقا للأمن والاستقرار والخروج باليمن إلى بر الأمان.
كنت واحدا من الألف الذين قدمت لهم وردة بيضاء أحسست حينها بسعادة أعادت في نفسي أملا بأنه لا يزال في اليمن من يضع الوطن في الأفئدة والأحداق ويتمنى له الخير وأن ما يشهده الوطن من تعقيدات الأزمة المتنامية سيكون مآلها إلى الانفراج لأن اليمن هو أرض الإيمان والحكمة ففيها لا تحدث الفتنة وإن حدثت فإن الله كفيل بإطفاء نارها.
لقد قامت المرأة بواجبها فليقتد بها المثقفون والأدباء والكتاب والصحفيون وليجتمعوا ليستهجنوا ويستنكروا مابين فرقاء السياسة من اختلاف وصراع قبل أن يتمادى ليتحول إلى اقتتال يأكل اليابس والأخضر ويهلك الحرث والنسل ثم ينتشرون في المدن في مسيرات تقدم لكل حامل سلاح قلما في دعوة إلى أن القلم هو السلاح الحقيقي لبناء اليمن وهو رمز للعلم والثقافة وهو الكفيل بإخراج الوطن من كل أزماته ببناء العقول وتهذيبها وتوعيتها وتربيتها إنه كذلك ولذا خصه الله بالذكر في أول ما أنزل على نبيه الكريم من القرآن وهل لدى الإنسان من حجة أعظم من هذه الحجة¿
الوردة رمز للحياة والقلم آلة للحياة لكن الرصاصة والسلاح آلة للموت فهل نؤثر الموت على الحياة وقد خلقنا الله لنبني ونعمر الأرض بعد أن قدر لكل ساعته التي لا مفر منها فلا تستعجلونها ولنعش على أرضنا إخوة تسود بيننا المحبة والتعاون لنحقق معا ما نريده من أهداف وأحلام.