ن …………….والقلم: د. الحمامي …صديقي

فتحت على الصفحة الرئيسية (( فيسبوك )) , لتقع عيني على رسالة ألم من الصديق (( شقيق الروح )) محمد الربيع , من القاهرة ينعي فيها صديقنا المشترك د . أحمد علي الحمامي , أحد أكثر الناس أدبا , والطبيب الذي تعود معرفتي به ليس إلى إدارة مستشفى الثورة, بل إلى الديوان الذي ظل عامرا بالإنسان , ديوان  الخلوق الآخر من أدعو وتدعون الله لشفائه د . يحيى الحيفي , الذي غاب عنا مضطرا , وهو الحاضر طوال الوقت في نفوسنا , فهو من الرجال الذين يسكنون القلوب ولا يبارحونها , كنا أيامها نغرف التعارف في ذلك الديوان , الذي باستراحة صاحبه القسرية , تفرقنا , وتهنا , ليضيع منا الديوان , والمدينة كلها , كنا نشكل شلة رائعة تبدأ بالأكثر وفاء د . يحيى البابلي , وتمر بآل الشرعي د . عبدالرحمن ود . عبدالكريم , مرورا بالأكثر حماسا وإنجازا , د . أحمد الحملي رحمه الله , والذي ذاب كالشمعة حاول أن يعمل شيء في أي شيء فلم يجد سوى الجحود , د . أحمد الحمامي كان أحد أعضاء الشلة من جمع بين لطف شخصي بلا حدود , جاء به من جحملية تعز القريبة من مشاقر صبر , ومياه أودعها الله النفوس هطلت ذات ربيع من صبر فروت الأنفس اخضرارا تراه في نفس محمد الربيع أدبا ,  قل أن تراه سوى في نفوس هؤلاء الذين يأكلون خضرة الفصول , ويتنهدون أغاني الفضول في ربى الضباب , وحول (( بير الماء والدنيا غبش )) , هي الأرض التي أنبتت ألوانها مشاقر أروى , هي الأرض التي لا تزال تمطر ((أزاب , ومطابق , وقرنفل, وبياض )) , ولذلك لن ترى جمال المشاقر إلا في خد ((ثابتة)) وكذا غصن السلام !! , هي قصة العشق الأبدي بين من أحتضنهم سفح الجبل صبر , وحب تناثر وتذرذر عند مقهاية ((مخسو)) , وعلى بوابة الشهداء , ومن أسفل إلى أعلى عقبة العرضي , حكاية اليمن كلها , هناك كتبت فصولا أحدها أمثال د . الحمامي , وبيت نوري , وزبارة , وصبرة , والروضي , وبيت له علاقة بالربيع لأنه الربيع كله , هل علي أن أتذكر ريشة الصديق عبداللطيف الربيع ¿ أو يكفيني طيبة ونبل الأرض في وجه وأعماق محمد الربيع من خاطبني (( شقيق روحي )) وأنا أراه كذلك , رحم الله القاضي الربيع من كان إذا التقيته هش وبش في وجهي مسلما (( أهلا بإبن العاصي )) , ولأن المسك يذكرك بالأشخاص العنبر , فقد ذكرني د . الحمامي رحمه الله بكوكبة من الأوفياء , أولهم د . البابلي , وعبدالرزاق الرقيحي رحمه الله , فيوم أن كانت صنعاء بكرا , كنا لا نزال أبرياء , وها نحن نضع أيدينا عليها خوفا مما هو أكبر منا ومنها , حيث نبدو في هذه اللحظة مجرد لعب صغيرة, يركضها من سمحت لهم قلة العقل بالولوج من الباب إلى البيت , وهم  أنفسهم هناك من يلعب بهم , ليلعبوا بنا , وها نحن فقط نقضي الوقت فيما لا طائل منه منتظرين قرار من يلعبون بأقدار الشعوب , رحم الله د . الحمامي من نعث أعماقي بعض ذكريات , لاختم هذا بما خطته يد محمد الربيع شقيق الروح عن الحمامي : (( يستحق أكثر …ملاك عاش بين البشر ……وعاد ليعيش بين الملائكة……لم يعش إلا من أجل خدمة الناس )) ….رحم الله صديقي د . أحمد علي الحمامي , والعزاء لأهله وأصدقائه ولشقيق الروح محمد الربيع .

قد يعجبك ايضا