علاقة رجل الشرطة مع مجتمعه

لم تعد الشرطة بمعزل عن المجتمع كما لم تعد وظيفتها قاصرة على محاربة الجريمة وإنما اتسع نطاق عملها وامتد نشاطها ومن ثم فهي لا بد أن تساير المجتمع في تطوره وأن تساهم بجهد في تنفيذ شعاراته التي ينادي بها إيمانا بوطنها وإحساسها بالمسئولية في تطوير المجتمع ويستوجب طبيعة عمل وظيفة رجل الشرطة باعتبار أن الشرطة في نظر أفراد الشعب سلطة قائمة على تنفيذ القوانين التي تقيد نشاط الأفراد وتحد من حريتهم في حالات خاصة حفاظا على أمن المجتمع ومن ثم فإن الاحتكاك اليومي من قبل رجال الشرطة بقضايا الناس والمجتمع تتطلب من رجل الشرطة أن يكون على جانب كبير من الخلق متمتعا بالحزم والانضباط ومستوى معين من الثقافة تجعله يتعامل مع شرائح عدة في المجتمع مراعيا في تعامله هذا كل المستويات معا بما لا يخالف القوانين ولا يجحف في حقوق المواطن ويمس كرامته كإنسان. وطبيعة رجل الشرطة وهو يتعامل مع كل أفراد المجتمع في سبيل تطبيق القانون يجب أن لا يتجاوز في علاقاته وتعامله مع الناس المساس بكرامتهم وإهدارها خارجا عن القوانين إذ إن الشرطي وهو يطبق القانون ينطلق من إيمانه العميق في تأسيس مستقبل واعد بالخير للوطن ولأبنائه وبالقدر الذي لا يسمح لأحد بانتهاك كرامته كما ينبغي أيضا أن يحافظ على كرامتهم في إطار النظام والقوانين النافذة شريطة أن لا يمس جوهر حقوق الإنسان التي نادت بها كل الشرائع السماوية .
ومن خلال المعاملة الطيبة لرجل الشرطة لأبناء وطنه لتظل علاقة الإخاء والتآلف والمحبة بينهم نستطيع أن نؤسس وطنا خاليا من العقد ووطنا يتطور ويتقدم ويتجه نحو الإنتاج والتنمية بمعنى إنسانا واعيا ومنتجا له كل مقومات الحرية والكرامة تظلله رايات الإخاء والتسامح وليس من شك أن التوسع في مجال الخدمات للمواطنين منها الاجتماعية التي يقوم بها منتسبو وزارة الداخلية ممثلة بعدة جهات تقدم خدماتها للمواطنين منها مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني التي أتشرف بانتمائي إليها تقديم خدماتنا للإخوة المواطنين المقيمين والمغتربين خارج الوطن عند طلب حصولهم على الوثائق الثبوتية من رئاسة المصلحة أو فروعها في المحافظات من بطائق شخصية وعائلية أو واقعات حيوية من شهادات ميلاد أو وفاة أو زواج وصور قيد زواج أو طلاق أو غيرها من الوثائق بعيدا عن التعقيدات والروتين الممل بما لا يخالف النظام والقانون وهذه التسهيلات قد تؤدي إلى مزيد من التلاحم والمحبة والاحترام كما يدعم في نفس الوقت ثقة المواطن بالمصلحة وموظفيها وهكذا أصبح على الجميع سواء من الأحوال المدنية أو الجوازات والسجون وخفر السواحل والدفاع وقوات الأمن الخاصة وشرطة الدوريات وأمن الطرق وشرطة السير وشرطة المنشآت وإدارات الأمن العام على مستوى المحافظات أن تقوم إضافة إلى حفظ الأمن والنظام العام أيضا بخدمة المجتمع في شتى المجالات كلا في مجال اختصاصه تطبيقا لشعار الشرطة في خدمة الشعب إلخ …
ولو انتقلنا للحديث عن الانفلات الأمني الحاصل في بلدنا والجرائم التي ترتكب هنا وهناك نتيجة قيام بعض العناصر الإجرامية والخارجة عن القانون بالاعتداءات المتكررة باستهداف الأبرياء من أبناء الوطن رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا بمن فيهم أبناء القوات المسلحة والأمن الشرفاء الذين يقدمون أرواحهم رخيصة من أجل عزة وكرامة هذا الوطن وتلك الجرائم لن تثني الشعب اليمني الأبي مهما كانت المؤامرة سواء كانت من الداخل أو الخارج وسيقفون صفا واحدا مع رجال القوات المسلحة والأمن في التصدي ومواجهة التحديات التي فرضتها قوى الشر ومعاقبة كل من تسول له نفسه المساس بمصالح الأمة وأمن واستقرار الوطن وتقديم كل من مول وحرض ونفذ تلك الاعتداءات إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل أمام الرأي العام والعمل بقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم “إöنما جزاء الذöين يحارöبون الله ورسوله ويسúعوúن فöي الúأرúضö فسادا أنú يقتلوا أوú يصلبوا أوú تقطع أيúدöيهöمú وأرúجلهمú مöنú خöلاف أوú ينفوúا مöنú الأرúضö”.. صدق الله العظيم .. كما أنوه بأن للإعلاميين والمراسلين للقنوات المحلية والأجنبية دورا مهما في أمن واستقرار اليمن .. لذا نقول اتقوا الله في أنفسكم وفي وطنكم وشعبكم أيها الإعلاميون .

قد يعجبك ايضا