ن .. والقلم..لا خيار آخر

لم أفاجأ بحجم الارتياح لذهابي إلى زيارة المهندس خالد بحاح, فلقد خرجت بعد قراءة التعليقات, وإشارات الإعجاب بنتيجة ليست جديدة على أن اليمني يظل نقيا مهما اشتط وغضب, وكان أكثر المعلقين, ومن أبدوا إعجابهم من يفترض أنهم مباركون إبقاء الرجل قيد البيت!!  ذلك وشواهد أخرى تؤيد ما أذهب إليه دائما أن هذا النقاء اليمني هو العاصم من حرب يبشر بها كل من في قلبه هوى وأي هوى!!!, انطلاقا من النقاء اليمني سأعرج على العودة الكاملة للمكونات إلى موفنبيك للحوار, شخصيا لا يهمني المكان, فالحالة التي في صنعاء تشمل البلاد كلها, وسنكون إذا تمسكنا بنقطة المكان كمن يدخل إلى المسجد وجسده مدجج بالسلاح!!, فالتفاوض بالأساس يجري حين تكون الأحوال استثنائية, والمهم كيف يجد المختلفون أرضية مشتركه للقبول بخياراتهم المتباينة, والتي يمكن أن يصلوا بها إلى قواسم مشتركة إن أدركوا أن الجميع يهدف إلى المصلحة العامة كل من طريق اختاره وظن انه الطريق الأقرب, إذا تعالوا نقولها بكل الصدق والوضوح لا خيار آخر إن أردنا الخروج مما نحن فيه غير أن نقبل ببعضنا وعلى علاتنا إذا صح التعبير ومن وحي القبول نتنازل لبعضنا من اجل البلد  , على المشترك أن يقبل بوجود المؤتمر وعلى رأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح, إدراكا بأنه أحد اللاعبين الأساسيين, ولا يمكن تجاوزه, وعلى المؤتمر أن يقتنع بكونه أحد اللاعبين الأساسيين فيتجاوز الحالة التي يقف عندها مدافعا طوال الوقت, على أنصار الله أن يدركوا بأن الإصلاح شريك في هذه البلاد, وعلى الإصلاح أن يقبل بشراكة أنصار الله كجزء من الحياة السياسية يسري له وعليه ما يسري له وعلى الآخرين, لأنه لا يمكن أن نقول غير ذلك فيما نرى الجميع حول طاولة واحدة , فيخرجون وينكرون بعضهم , وعلى الجميع أن يعلنوها صريحة واضحة لأنصار الله (( نحن نقبل أن تكونوا شركاءنا كاملي الشراكة)), بالمقابل يقولها أنصار الله ((وأنا واحد منكم)), على الجميع أن يقبلوا ببعضهم بدون رفع الأيدي وباختيار حصيف للكلمات, يكفي مواربة, وضرب تحت الحزام, ومراهنة على الخارج, أو على تغير اللحظات, وبمناسبة الخارج فدعونا نكون واضحين فيرسل الجميع إلى الخارج رسالة واضحة ((لا يمكن أن نتجزأ بينكم, نحن كتلة اسمها اليمن, نمد أيدينا لمن له مصلحة بنا, ويعمل حسابا لمصلحتنا, أهلا بإيران على قاعدة المصالح المشتركة, وعين على الاستقلال والسيادة, ويسري الأمر على الخليج والغرب وروسيا والصين, أهلا بكم تدفعون بنا إلى التوافق, لكي نستطيع الحفاظ على مصالحكم في البر والبحر انطلاقا من احترام استقلالنا وخياراتنا ومصالحنا وليغلق الجميع حنفياته إلا حنفية التنمية التي تضخ في رابعة النهار.. نحن نقود الخارج في الداخل ولا يقودنا في بيتنا, بغير هذا الوضوح الذي يجب طرحه على طاولة الحوار فلن نصل إلى شيء, وسيستمر العبث, فيما وبكل صراحة وصدق البلد ينحدر, وقد نفاجأ ذات صباح بأن الناس لن تجد مرتبات كموظفين , ومواطن لن يجد رزقه في الشارع حيث العرض أكثر من الطلب, علينا ألا نغالط أنفسنا, فالبلد لا يمكن أن تسير برأسين, ولنا فيما حصل بعد العام 90م وصولا إلى 94م حكمة  إن أردنا!! , الناس بدأوا يتوزعون بين عدن وصنعاء, والمنافقين أكثر من الأنقياء, ومنطق بدأ يتشكل ((إبحث عن رزقك هنا وهناك المهم اللسان ولتذهب أغلبية الناس إلى الجحيم)), أقول بكل الصدق أن لا خيار إلا أن ننسى كل المنابذات, وحسابات اللعب القصير, ونذهب بأنظارنا إلى الأفق, فما بين القدمين يتماهى, واللهم وبكل تواضع إنني بلغت.

قد يعجبك ايضا