هل ضاق الأمريكيون بعنجهية نتيناهو¿!

لم يحدث في تاريخ العلاقات الأمريكية ــ الاسرائيلية ان اصيبت بحالة من الفتور كما هيا راهنا لعل ابرز ذلك يتجلى في الظرف الاستثنائي الذي تأتي وسطه زيارة بنيامين نتنياهو التي يقوم بها حاليا الى واشنطن في ظل تجاهل رسمي من قبل إدارة البيت الابيض.
وفي هذا الاطار لا يستبعد المراقب من ان المسؤول الاسرائيلي سيجد نفسه وحيدا وسط مبنى الكونجرس عند إلقائه خطابه المعتاد سنويا في هذه المؤسسة التي بات اعضاؤها يصمون آذانهم عن الاستماع  الى شكاوى نتنياهو المتكررة وتدخله في قرارات الإدارة الأمريكية¿
ومن الواضح كذلك ان العلاقة بين الرئيس اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي تعيش حالة من التوتر منذ قرابة أربعة اعوام جراء الاختلاف في وجهات النظر ازاء عديد القضايا في المنطقة لعل في طليعتها تلك المرتبطة بمواقف الرجلين تجاه النظرة الى المباحثات النووية مع ايران فضلا عن اشكالية توقف المفاوضات مع الفلسطينيين منذ عدوان اسرائيل على قطاع غزة.
ومن هذا المنطلق ليس غريبا ان يجد رئيس الوزراء الاسرائيلي نفسه في هذه الزيارة وكأنه في محيط غير الذي اعتاد من الترحاب داخل المؤسسات الأمريكية ووسط اعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد سواء خاصة وان الرجل اصبح في الآونة الاخيرة يتعامل مع النخب الأمريكية وكأنها مجموعة عمل لدى الليكود!
وفي هذا السياق تنظر إدارة البيت الابيض ــ كما تشير وسائل الاعلام الأمريكية ــ الى المسئول الاسرائيلي ومعه الطاقم الحاكم في اسرائيل باعتبارهم خارج دائرة المتغيرات المهولة التي تجري في منطقة الشرق الاوسط حتى الآن يضاف الى ذلك التشدد تجاه معطيات السلام وضرورة تسليم الساسة الإسرائيليين بأهمية استحقاقات التسوية مع الفلسطينيين التي ستكون الضامن لأمن دولتهم  التي ينبغي عليها ــ كما تشير الى ذلك عديد الدلائل ــ التقليل من تدخلات القادة الإسرائيليين  في شؤون  سياسة واشنطن الخارجية سوا تجاه المباحثات مع المسؤولين الايرانيين او في غيرها من السياسات ذات الصلة بتطورات منطقه الشرق الاوسط.
واخيرا يبدو ان حالة الفتور في العلاقات الثنائية بين واشنطن وتل ابيب ستظل متوترة الى نهاية ولاية الرئيس اوباما ما لم يطرأ على مشهد الداخل الاسرائيلي تغيير جديد خاصة وان نتنياهو بات داخل الاوساط الأمريكية بمثابة شخصية تتمتع بقدر كبير من العنجهية ــ كما يصفها ذلك الاعلام الأمريكي ــ وهي تصرفات لا مبرر لها في عالم تحكمه موازين جديدة للقوى على خارطة العالم.
ويبقى التساؤل قائما .. هل يفهم نتنياهو بأنه رجل غير مرحب به في واشنطن .. ام انه سيمضي في هذه العنجهية الى امد طويل¿
.. والتساؤل اعلاه  ليس من بنات افكاري انه التساؤل الذي تطرحه النخب في المؤسسة الأمريكية بقوة اليوم.

قد يعجبك ايضا