مرة أخرى عن مياه الصرف الصحي

محمد العريقي

منذ فترة نبهنا ولا نزال ننبه إلى خطورة ري المزروعات من مياه الصرف الصحي غير المعالجة, ومع ذلك كما هو الحال في كثير من القضايا الأخرى ليس هناك من يردع أو يتصدى لمثل هذه التجاوزات, في ظل انشغال كبار القوم بالسياسة, وانعدام الرقابة الفاعلة .
في الأسبوع الماضي أثيرت قضية ري المزروعات بمياه الصرف الصحي مجددا من خلال استطلاع صحفي نشر بصحيفة الثورة, تحت عنوان (في ظل غياب الدور الرقابي : إرواء المزروعات بمياه الصرف .. خطر صحي  وبيئي), الاستطلاع كشف عن تعرض بعض المواطنين لحالات إسهال وتسمم بسبب تناول خضروات  اتضح أنها تعرضت لمياه الصرف الصحي قبل معالجته, وعندما نقل معد الاستطلاع المشكلة إلى المختصين في وزارتي الزراعة, والمياه والبيئة, عكست  الردود  غياب الدور الرقابي, فهناك من وصف كل ما يقوم به  لا يعدو عن عمل تو عوي من خلال وسائل الإعلام  , أما وزارة المياه والبيئة , فقد أكد أحد مسؤوليها أنه يتم حجز مياه الصرف الصحي لمدة أسبوع, تضاف إليه بعض المواد للحد من تلوثها ثم تخرجها إلى معامل للتصفية , غير أن بعض المعامل تفتقد للصيانة .
على العموم المشكلة خطيرة, وعواقبها كارثية على صحة المواطن .
 مياه الصرف الصحي  مهمة  ومفيدة , إذا تمت معالجتها  بطريقة علمية وفنية, ولها تكنولوجياتها المتطورة .
مياه الصرف الصحي المعالجة مطلوب التعامل معها بجدية في ظل ندرة المياه التي تشهدها البلاد, خاصة وأن القطاع الزراعي يستحوذ على 90 % من المياه المتاحة في الزراعة , فالأجدر الاستفادة القصوى من مياه الصرف المعالجة , للمحافظة على احتياطي المياه حيث إن استعمالها في الزراعة أو أي استعمالات أخرى بدلا عن المياه الصالحة للشرب يؤدي إلى توفير هذه المياه والتوسع في المساحات الزراعية لا نتاج محاصيل متنوعة وبسعر أقل كما يؤدي أيضا إلى التقليل من التكاليف المتعلقة بإنتاج واستيراد واستعمال الأسمدة بسبب وجود العناصر الضرورية للنبات في تلك المياه والتقليل من تكاليف الحصول على المياه في الزراعة خاصة إذا كانت مصادر تلك المياه جوفية, ولكن هذا الاستخدام لابد أن يتم وفق رؤية رقابية وقانونية . كما هو معمول في كثير من البلدان العربية .
رد من مؤسسة المياه والصرف الصحي
الأسبوع الماضي نشرت مقالة حول تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي  في بعض أحياء العاصمة المحيطة بشارع هائل بموجب بلاغ من مؤسسة التوعية والإعلام الصحي .
 مؤسسة المياه والصرف الصحي بالأمانة العاصمة أرسلت للصحيفة توضيحا بشأن ذلك المقال الذي أنشره هنا كحق صحفي لمؤسسة المياه التي أشكرها على هذا التفاعل , وهذا هو الرد:
الأخ رئيس تحرير صحيفة الثورة  المحترم
بعد التحية
ردا على ما طالعتنا به صحيفتكم في عددها 18359بتاريخ 2015/2/14م
والمتضمن أن مؤسسة التوعية والإعلام الصحي تلقت بلاغا من المواطنين باختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي في الأحياء ش: هائل ش:الرباط ش:16ش:الرقاص ش: الدائري ,وأن هذه كارثة قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض مختلفة .
نود الإحاطة بانه في يوم الجمعة الموافق 13-2-2015الساعة 11 ليلا تم تلقي بلاغات من بعض المواطنين في شارع هائل جوار حديقة هائل وكذلك في الشارع المتفرع من شارع هائل أمام متجر المدينة للملابس وتم النزول الميداني في حينه للتأكد, وإغلاق المحابس في النطاق الجغرافي للشكاوى وباشر الفريق الفني ومختص المختبر عملهم من اليوم الثاني, ومايزال يمسح المنطقة كاملة لجميع المناهل وغرف التفتيش وزرع محابس إضافية , لغرض الفحص على مربع مربع لمعرفة الخلل النهائي ومعالجته والذي غالبا ما يكون نتيجة  توصيل من شبكة المياه الخاصة بالمؤسسة بطريقة غير مشروعة مخالفة ومخفية تمر إما من وسط غرف التفتيش أو من جوارها ومع الزمن تتآكل الماسورة وتتلف, ويختلط مياه الشرب بالصرف الصحي ويكون المواطن هو السبب الرئيسي في ذلك .
مع العلم أنه لم يصلنا أي بلاغ من الأحياء المذكورة في الشكوى سوى من حي شارع هائل ولذا نأمل من الإخوة في الصحيفة موافاتنا بعناوين وأرقام وتلفونات أصحاب الشكوى ليتم متابعتهم ومعالجة المشكلة, شاكرين للصحيفة ومؤسسة التوعية والإعلام الصحي جهودها المعهودة لما فيه مصلحة المواطن , ولذا لزم التوضيح به للعلم.
    وتقبلوا تحياتنا   العلاقات العامة بالمؤسسة
ملاحظة من المحرر: مطلوب من مؤسسة التوعية والإعلام الصحي التواصل مع المؤسسة لمتابعة الموضوع حفاظا على صحة المستهلك

قد يعجبك ايضا