لا لفوضى الشارع
د.محمد حسين النظاري
طبول الحرب التي تدقها بعض وسائل الإعلام تفوق في تأثيراتها ما يجري على ارض بل وتسد الطريق نحو لم الصف والخروج بالوطن من أتون الأزمة التي يمر بها.. وهنا ابصم بالعشر أن القليل جدا من الوسائل الإعلامية هي من تقرأ الأحداث بواقعية وتتفق مع نهايتها بحيث تظن أنها وقعت من قبل والتي أدركت منذ البداية أن الأحداث التي عصفت بأمتنا العربية ويمننا الحبيب فوضى صدرها الغرب إلينا تحت مسمى الربيع العربي.
إن الفوضى التي تشهدها بلادنا وبعض الأقطار العربية كانت الصحيفة قد نبهت ونوهت إليها مرارا مما يدل على حسن قراءتها للأحداث فما يجري اليوم تناولته الصحيفة حرفيا في يومياتها وكشفت حينها عما كان مستورا عن البعض وهو ما أصبح اليوم واضح المعالم.
إن فوضى الشارع التي لحقت باليمن ستستمر طالما وان البعض يزين للباطل فما بني على باطل فهو باطل فالإخوان في مصر مثلهم مثل بقية تيارات الإسلام السياسي ركبت موجة احتجاجات الشباب وتسلقت على أكتافهم وما إن تمكنت من الحكم حتى أزاحتهم عن المشهد السياسي جملة وتفصيلا وهو ما أراد استنساخه أخوان اليمن.
لست مع الطريقة التي أزيح بها الرئيس أو التي جعلته يعلن استقالته للهروب من مواجهة الواقع لأنها ذات الطريقة التي أزيح بها رؤساء عرب ومن حينها والعواصف تعشعش في تلك البلدان ولا يمكن للإخوان اليوم التباكي على شأن هم أنفسهم شرعوا له وشاركوا في صنعه ففوضى الشارع فرح بها الأخوان يومها عادوا اليوم في بلادنا لصناعتها من جديد بمسمى القضاء على التمرد مع أنهم أول من قاد التمرد على الوطن والشعب.
منذ أن نشبت الأزمة في يمننا الحبيب قلت يومها: إن الاحتكام للشارع الفوضوي سيقودنا لنهاية كارثية وباركت الخطوات التي أقدم عليها الرئيس السابق الذي سلم السلطة عن طريق الانتخابات ولو كان استجاب لفوضى الشارع لكنا حينها في المربع الأول… لقد اختار اليمنيون الطريق الصحيح.
على الأحزاب التي تدعي أنها ذات توجه ديني أن تراجع سياساتها فالحكم باسم الدين شيء والحكم على الآخرين بأنهم خارجون عن الدين شيء آخر… طالما وان هذه الأحزاب قد ارتضت بالديمقراطية –التي كانوا يقولون عنها سابقا أنها حرام- وأنها مصدرة من الغرب فما عليهم إلا التعاطي الايجابي معها فلا يمكن أن يحصدوا ايجابياتها –من وجهة نظرهم- التي أوصلتهم للحكم في فترات سابقة وينكروا سلبياتها –من وجهة نظرهم- التي قوت صوت المعارضين لهم اليوم.
ما يؤلم في النفس أن فينا من يحرض على قتل أخيه بغية عودة الحكم إليه معتبرا نزوله ومكوثه في الشارع جهادا وموته فيه –بسبب تعديه على المرافق الحكومية- استشهادا هذا ما سيعمق الفارق بين الشعوب وبين من يريدون أن يحكموا باسم الدين على هواهم مع أننا كلنا مسلمون نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.. صل الله عليه وآله وصحبه وسلم.
.نائب عميد كلية التربية والعلوم بجامعة البيضاء