الطفل العجوز

محمد المساح


 - 
ذاهب إليها.. والأفكار في ذهنه تتواتر.. وكلما حاول التركيز على الفكرة الرئيسية وترتيب خيوطها.. تشابكت الخيوط دهمين تشويش غريب.. لخبط كل الترتيب للأفكار

ذاهب إليها.. والأفكار في ذهنه تتواتر.. وكلما حاول التركيز على الفكرة الرئيسية وترتيب خيوطها.. تشابكت الخيوط دهمين تشويش غريب.. لخبط كل الترتيب للأفكار التي كان قد تدارسها مع ذاته كما تلخبطت كل الأدوار والاحتمالات التي تصورها واعدها في الذهن. ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة في ما بينه وبينها.. في الانقطاع.. وعودة الاتصال والتألف لوعدها إحصائيا وأراد على سبيل المثال.. إيرادها على أصدقائه وأصحابه كما هي العادة.. حين يتبادلون تلك الحكايات التي يتكرر حدوثها مع شروق شمس كل يوم وغروبها.. وكل البيوت.. والعلاقات البشرية.. هي في الأصل مضمون وجوهر الحياة المستمرة بتناقضاتها مبكياتها.. ومضحكاتها.. هزلياتها وأحزانها.
يتوقف في منتصف الطريق.. وقد تلاشت وانمحت من الذهن كل الترتيبات التي أعدها.. مع التصرفات التي سيتخذها.. إزاء ما تصنعه.. تلك المرأة الزوجة.. أم العيال الذين كبروا.. وذهب كل منهم في طريقه الخاص هي الوحيدة التي أصبحت وإياه معا.. واحدا من جزأين.. لكنها تلك الأحداث والمصادفات وطبيعة العلاقات بين إثنين قد شارفا على نهاية العمر والحياة رغم تلك الوضعية وإنه من باب الاستحالات.. أن تحدث في ما بينهما مظاهر سوء الفهم.. ويصل إلى درجة أن تترك المنزل.. لا لتذهب احتجاجا.. إلى منزل أهلها.. فقد ذهبوا أيضا.. إنها تذهب “حارنة” لدى أحد أبنائها.. وتصل لتكون مصدر سرور.. لدى أحفادها الصغار.. وهي تشاركهم ألعابهم بقدر ماتسمح لها طاقتها من الحركة ويظل هو شريكها في الأفراح والأتراح.. وتلك الانقطاعات ثم التواصل والتألف.. يظل هو كل همها ومحط تفكيرها.. تتحرق للذهاب إليه طفلها الكبير العجوز والوحيد.

قد يعجبك ايضا