الوطن سفينة النجاة
علي محمد قايد
الوطن هو الوجود وهو السفينة التي نبحر عليها جميعا فإن غرقت غرقنا جميعا لأننا جميعنا نعيش عليه وتربطنا روابط مشتركة مثل روابط الدين والأرض واللغة والمصير المشترك وهذا ما تجاهله الكثيرون من الساسة وأصحاب الحل والعقد والذين كان لهم دور بارز في وصول الوطن إلى ما وصل إليه.
لسنا أعداء ولكننا إخوة وهناك من حولونا إلى إخوة أعداء نختلف ونتجادل ونتصارع على أشياء ما أنزل الله بها من سلطان أجدادنا خيم عليهم الجهل والعزلة وعاشوا على الفطرة السليمة لم تغير نفوسهم لا أحزاب ولا مذاهب ولا نحن تعلمنا وحصلنا على الشهادات ولكننا أشبه بجهال جهلوا أهمية ومكانة وطنهم وتفرقوا واختلفوا وتصارعوا وتواجهوا بالسلاح وكان كل ذلك وغيره سببا في التراجع إلى الوراء وتوقف عجلة التنمية.
لقد مرت بلادنا بمراحل خطرة وحرجة كان الضحية فيها هو المواطن الذي زج به في معركة خاسرة وهي معركة الصراع على السلطة ليجد نفسه يعيش في وطن مسلوب تراكمت عليه مخلفات وانعكاسات تلك الأزمة ليظل يعاني ويعاني في ظل فشل حكومي ذريع وتقاعس رئاسي كان نهايته فراغ دستوري واستمرار لمعاناة لم تنته ضف على ذلك أن الدم اليمني صار رخيصا والمواطن والجندي والطالب والطفل صار شبح الموت يلاحقه أينما ذهب من خلال العمليات الإرهابية وتتفاقم الأوضاع وتزداد سوءا وتزداد حدة الخلافات والاختلافات من اختلافات حزبية وسياسية إلى اختلافات مذهبية وعقائدية وطائفية وتوغلت ثقافة الأحقاد والكراهية والعنصرية وتتعرض الوحدة لتحديات ومخاطر لاحدود لها ما هكذا كنا نريد أن تكون عليه اليمن وما هكذا كنا نريد أن نكون عليه نحن ونحن نبحر على سفينة معرضة للغرق في أي لحظة ¿
تجاهلنا ونسينا الوطن وتجاهلنا من نكون ومن نحن وكيف كنا وكيف آل إليه حالنا وكل ذلك ونحن نزيد الطين بلة وهناك من يصبون الزيت على النار ويزداد اشتعالها فنحترق ويحترق الوطن دون شعورنا بذلك فالوطن سفينة النجاة إن عرفنا قيمته وحرصنا على مصالحه ونبذنا الخلافات والاختلافات وراء ظهورنا والتفتنا إلى معركة البناء وإصلاح ما أفسدناه وأفسدته سياساتنا المغلوطة ومكايداتنا وصراعاتنا الحزبية والمذهبية والمناطقية ليس من أجل شيء إنما من أجل أن يكون الوطن سفينة النجاة وليس محرقة نحترق فيها جميعنا الوطن أكبر وأكبر يا أهل الإيمان والحكمة.