عندما يحضر جنون المصالح يغيب العقل
أحمد الزبيري
الفترة حرجة واليمن على كف عفريت والقوى والأطراف المؤثرة في المشهد السياسي والأمني والاقتصادي الخطير في أزمته غير المسبوقة تلك الأطراف كل يغني على ليلاه ويصر على أجندة مشاريعه من الجنوب إلى الشمال إلى الوسط وفي كل هذا اليمن وأبنائه البسطاء الذين يشكلون الغالبية العظمى المتضررة من الأزمات والصراعات في الماضي واليوم هم الغائبون الوحيدون عن عقول المتناطحين المنحدرين باليمن وشعبه المكدود المطحون من مأساة إلى أسوأ منها وفي الوقت الذي يدعون فيه أنهم يسعون إلى حل قضاياه ومشاكله وإخراجه من الأوضاع والظروف الصعبة إلى بر الأمان نجدهم في الحقيقة والواقع يدفعونه نحو الهاوية.
وهكذا نجد كل ما عول شعبنا على هذه الأطراف والقوى وأحسن الظن بهم وأعتقد أنهم في مستوى ثقته أثبتوا له عكس ذلك وأنهم صغار بحجم المشاريع الصغيرة التي يحملونها سواء أولئك الذين يظهرونها أو يبطنونها وتتكشف بمرور الوقت من خلال الأفعال.. اليمنيون يخرجون ويثورون على أوضاعهم مقدمين التضحيات والشهداء من أجل التغيير إلى الأفضل لتأتي بعض القوى وتركب موجة حلم التغيير لتخطفه مدعية أنها الحاملة لإمكانية تحوله إلى واقع بينما الحقيقة هي أنها تستحوذ عليه لتجيره لها وتجني ثماره وحدها مقصية الشركاء قبل الخصوم منتقلة من أزمة إلى أزمات أعمق وأخطر مدفوعة بوهم أنها الأوقى والأدهى والأحق غير مدركة لقوانين القوة الموضوعية والذاتية والتي إن زادت عن حدها تنقلب ضدها.
هذا هو بالضبط ما انتهى إليه من اعتلوا موجة ثورة 2011م التغييرية الشبابية الشعبية التي أمموها لتصبح ليست ثورة شعب إنما هي خاصة بهم ويأخذهم الغرور إلى المسار الخطأ وبدلا من العمل تجاه يمن جديد يتجاوز الماضي بكل تراكمات أزماته وصراعاته وفساده إلى بناء دولة لكل اليمنيين مدنية ديمقراطية قوية وقادرة على تحقيق الشراكة يزول معها أي شعور بالإقصاء والتهميش لاي من أبناء الشعب اليمني.. دولة سيادة النظام والقانون تؤسس على قيم ومبادئ الحكم الرشيد والمواطنة المتساوية بدلا من كل هذا ترجع بنا إلى أسوأ مما كنا عليه.. من نعنيهم ليسوا وحدهم المسؤولين عما آلت إليه لكنهم يتحملون الوزر الأكبر.. ما يجري الآن يعني أن هناك من لا يريدون الاستفادة من أخطاء من سبقوهم ويكررونها ربما بصورة أشد قتامة بالنظر إلى خطورة الظروف التي تجري فيها الأحداث وتشدد المأساة أن هذه القوى تتبادل الأدوار ولا تريد أن تخرجنا من حلقة صراعاتهم المفرغة مع أن المطلوب من الجميع كسر حلقتها وإخراج اليمن وشعبه الصابر المطلوم من الدوامة التي وضعوا فيها والحيلولة دون تحويلها إلى إعصار يعصف باليمن ووحدته وأمنه واستقراره ومستقبله.