ن .. قلم بجاش
عمر كويران
يوميا بصحيفة الثورة ما عدا يوم الجمعة يطل علينا الزميل الأستاذ عبدالرحمن بجاش بحرف ن في سطور قلمه ليحكي لنا عن محطات تجود نحو أطر تعني الكثير من سيرة الكلام بطابع مميز لمراحل مضت أو لواقع نعيش وضعه فنستقي مما يحدثنا به أمورا كثيرة منها ما يعيدنا لفترات المرحلة التي ازدهرت لنستشعر بقيمتها في زمن حاضر لا نريد استذكار مطوياته لعدم القدرة على انتهاج خطأ ذلك الماضي في مصفوفة من يتحدث عنهم من رواد ذلك الزمن .. في حين نشعر بما يحكيه في منعطف حديثه عن الواقع كونه لا يحمل حقيقة معتمدنا للامتثال بما يجب علينا فعل تفاعلنا معه فنتعمد بإصرار عدم الفهم بما نسوقه لعدم الاهتمام بهذه السطور .. ومن يعي بصلة المعنى من ذلك يقف أمام حكاة يردد مقاطع الكتابة وكأنه يريد تحريك التفاعل بين الأوساط من دون فائدة.
لأن من هم في ملتقى الوسط لا يريدون من يحكي عن مواصفات هم ليسوا مقتنعين بها مع أنه لن يستقيم خط السير ما لم يذكرنا أحد بمستوجب التعامل المفيد المؤهل لتقويم المسار.
وأعتقد أن هناك كثيرا من المتابعين لقلم ن يدركون تماما ملصق القصد لكن يفضلون بقاء الأمور لرؤية تخص موضعهم بمؤثرهم على معرفة به لابقائهم بعيدا عن التأثير في حيز المحط الذي هم فيه حتى وإن كان بجاش محق فيما يتناوله في صميم الواقع فيبررون موقفهم بالمستقبل الذي سيفي بالاستحقاق عندما يكتمل وعي المجتمع.
لا ندري متى سيكتمل مستوى الوعي بعقول هذا الكم من عدد السكان ما لم يتولى المثقف هذه المهمة ويثير قضايا مستمدة من الماضي بعناصر المخلصين ممن حملوا الرسالة وساقوها في مجرى العمل بنية وضع أساس يضمن سلامة المبنى للأجيال القادمة ولعل بجاش بأطروحاته يمد قنوات التذكير بهذا الأسلوب بخط قلمه ليسترشد منها البعض طريق الآمان للوصول إلى حيث الناس تأمن عبر حكاوى وسرد يسهل فهمه في شرح موجز يظهر من خلاله قائمة بأصولها آنذاك عاشها اليمنيون في شكل قصص عن المدن والأرياف ومكانة أفراد لهم فضل كبير على ترسيخها وينبغي ان نأخذ منها مسلكا لحياة الحاضر في ما هو متوفر من إمكانيات تعجل لمواكبة العصر الحديث الذي مد الجميع بما يلزم من قدرات بعلم ممنهج يقود إلى الهدف المنشود وللتخلص من وضعية مقززة لمعمل التعامل المقيت والمعيق لفتح بوابات النمو والتطور الذي نلوك عباراته من غير عمل شيء للمصلحة العامة وهناك من يمكن استقطابه من الأدباء والمثقفين وأهل العقل الزاكي في عامة المجالات في عقر ديارهم وحسرة الألم تعصر مقعدهم لحال الوضع وليس لهم يد تمنحهم الفرصة لتقديم مختزل الأفكار المحجوزة بهذا المكان ومن حرف ن بقلم عبدالرحمن بجاش ممكن تستفيد طالما ندعي أن الجميع في خدمة الوطن ونسعى جميعا لازدهاره ووضع حد لمعاقل المهزلة والاستهتار وحب الذات وإلغاء الحساسيات المسكونة في نفوسنا والتقارب أكثر من بعضنا البعض والأخذ برأي المستنيرين ممن حولنا وغرس الولاء وتجذيره بعقول الشباب كشريحة مسؤولة عن كل خطوة باتجاه المستقبل.
ونأمل أن يلم أستاذنا القدير الأديب عبدالرحمن بجاش هذه المعارف في مؤلف (كتيب) يتداوله كم أكبر من أبناء مجتمعنا للاطلاع على محتوياته ومفرداته لما سيعين على الفهم أكثر.