لنحذر الفراغ الأحدب

خالد الصعفاني


 - .. كنا لفترة قريبة العهد نشكو فراغا اجدب في أفق مستقبل البلد ليس سياسيا فقط وهو نطاق هام ولكن أيضا اقتصاديا .. تحول كل شيء من مستوى الرؤية الأفقية حتى

.. كنا لفترة قريبة العهد نشكو فراغا اجدب في أفق مستقبل البلد ليس سياسيا فقط وهو نطاق هام ولكن أيضا اقتصاديا .. تحول كل شيء من مستوى الرؤية الأفقية حتى مع ضبابيته التي عتمت على الحكومة قبل عامة الشعب النظر لأبعد من مجرد موضع القدمين .. وأصبحنا في مهمة الشكوى من أفق احدب ورؤية أكثر احدود دابا كيف لا وقد صحونا على لحظة لا نرى فيها حتى ما قد تقع اقدامنا عليه..
.. البركة في السياسيين الفارغين من المضمون الايجابي .. وفي التيارات السياسية الفارغة من المحتوى الايجابي .. ثم مسؤولين حكوميين – أغلبهم ضمن الفئتين السابقتين – أضافوا الكثير من الماء على طحين سابقيهم والنتيجة ما نراه اليوم من عجين ..!
.. اليمن اليوم في منعرج غير مسبوق لا يحذرنا كما في كل منعرج حرج سابق من السقوط ولكنه ينذر بأننا قد سقطنا بالفعل لكن المشكلة في أن لا نستطيع النهوض .. !
.. مؤسسات الدولة في موت سريري .. والجهاز الاداري متجمد على معركة ساعات عمل روتينية بمقابل معركة اخرى لتوفير راتب هذا الجهاز الذي زاد تضخمه على كل مدى معقول أو مقبول .. ونزاع سياسي بيده رمي الحال التعيس الحالي خلف الشمس لنبكي بعده على ما نعيشه من تعاسة ..!
.. التربية والتعليم دخلت موسوعة “غينيس” بأطول إجازة بين الفصلين الدراسيين وأنا هنا قد اعذرها فالوضع خارب من الشعر إلى الاخمصين .. والحكومة ” بح ” وباقي المؤسسات ” على كف الرحمن ” والخدمات على ربك ووفق كرم أو بخل مقدميها حيث لم يعد إلا عصا الضمير وإلا بقية باقية من أخلاق أو التزام ذاتي .. ووحده الثابت توافر القات في طول وعرض البلد غير متأثر بما يجري في البلد ومتجاوز موجات الصقيع غير المسبوقة في اليمن والعالم معا.. !
.. الشعب لا زال منقسما على نفسه ورغم ثوابت الوحدة التي نطلقها جميعا إلا أن التشظي هو عنوان المرحلة على مستوى تجزيء المجزأ وتفتيت المفتت , لكننا لا زلنا نأمل رغم كل ذلك في رحمة الله باليمن أرضا ووحدة وإنسانا وهذا هو عصب أملنا اليومي ..
.. اوكي .. لنفطر “عصيد” , “مطيط” أو قنم لا يهم .. الأهم أن نشعر بالأمن والأمان .. وان نحتكم إلى مؤسسات حكومية تقدم خدماتها بروح وضمير وانضباط يزيد من علاقة الثقة بين الموظف والجهة التي يعمل فيها من جهة وبين آخر يوم في كل شهر ميلادي يحمل معه دخلا يوفر العيش الكريم لمن هم محسوبون على القطاع الحكومي .. ومؤسسات حكومية ترتفع بمستوى الأداء الاقتصادي في البلد للمستوى الذي يؤمن العيش الكريم لملايين البشر ممن لم يسعفهم حظ الحكومي لكنهم يعملون في مهنهم بالداخل أو الخارج .. ومؤسسات حكومية ترتفع بمستوى الإنجاز والنجاح إلى المستوى الذي يجعلها تتعاطى مع مثيلاتها في الدول الاخرى من باب الند للند وليس من باب ” ادي لي وانا ادعي لك”..!!
أخيرا :
.. الخواء الذي يعيشه اليمن رهيب ومفزع .. والفراغ الذي لم يعد مستقيما في مستقبلنا ينذر بمزيد من السوء لا سمح الله إذا لم نتدارك هذا البلد الكريم اهله .. سيارة الوطن الآن واقفة , واخشى أن تتحرك في هذا الصراط الاحدب الذي قد يؤدي بنا إذا لم نجعل أيادينا مع بعضها في مهمة البحث عن الذات كما بحث عنها ذات يوم إنسان الأرض الأول ..

قد يعجبك ايضا