صنعاء ومن تعاقب عليها !

أحمد الأكوع

 - استقبال الناس في صنعاء للإمام يحيى حاكما لها بعد الأتراك لم يكن محل نفور شامل وإن صاحب ذلك انقباض بعض الشخصيات القليلة التي عاشت في ظل الأتراك ذات سيطرة ونفوذ لذلك فقد كانت تدور رحاها في الخفاء داخل
أحمد الأكوع –
استقبال الناس في صنعاء للإمام يحيى حاكما لها بعد الأتراك لم يكن محل نفور شامل وإن صاحب ذلك انقباض بعض الشخصيات القليلة التي عاشت في ظل الأتراك ذات سيطرة ونفوذ لذلك فقد كانت تدور رحاها في الخفاء داخل صنعاء نفسها وكان للإمامة أنصارها لماذا¿ لأن صنعاء كانت عاصمة كثير من الأئمة خلال القرون العشرة الأخيرة, ومهما خضعت صنعاء للحاكمين من زبيد أو تعز أو مذيخرة أو الوافيدن من اسطنبول أو مصر أو بغداد أو الحجاز فإنها على الدوام عصبة القلب لا تعطي ودها لأحد منهم, وهكذا هي صنعاء عبر التاريخ وما هي إلا فترة تربص حتى تنبذهم مستعينة أو مستخدمة القبائل المحيطة بها بحيث تجند نفسها لأحد الأئمة ولقد كان هذا نفسه ما تعج به المشاعر في تعز كلما اضطرت للخضوع لسلطة إمام من الأئمة فإن تنازع الصدارة بين المدنيين قد رسخ عبر التاريخ بفعل استراتيجية كل منهما المختلفة عن الأخرى, فصنعاء كانت حدائق الكرم والجمال الفتان والأدب الرفيع الرقيق والقريبة من أرض الأمجاد الأثرية أرض مارب وظفار.. وتعز القريبة من منافذ اليمن إلى العالم الخارجي عدن والمخا ومركز المنطقة الخصبة السهلة وموطن الشعب السموح الوديع هاتان المدينتان اصطبغ التنافس الاستراتيجي بينهما كما يقول بعض الباحثين وهي صبغة عقائدية انتهت وذابت بعد ثورة 26 سبتمبر لا زيدية ولا شافعية بل شعب يمني واحد وهو شعار كان صادقا ونابعا من نفوس وقلوب الثوار والأحرار.. الذين ناضلوا طويلا وذاقوا مرارة الحياة.. وعلى أي حال فقد ظلت تعز وصنعاء تتفاعل كل منهما بعوامل الثورة على العهد الإمامي وفق مناخها وطقسها الفكري والنفسي وكانت الصلة مقطوعة بين الطليعة هنا وهناك بسبب بعد الشقة التي لا تيسر قطعها مواصلات سهلة أو صحافة سيارة تنقل آراء كل فريق للآخر حتى كان كل تجمع يتم لبعض من تلك الطليعة اليمنية في المنطقة ما لا تعلم به بقية الطلائع إلا بالمصادفة, وبعد وقت طويل, ولذلك فإن إنشاء (نادي الإصلاح) الأدبي, على سبيل المثال نشأ في الحجرية عام 1933م لم يبلغ خبره إلى العيدين إلا بعد نحو عام أو أكثر من نشوئة ويبدو أنه كان يوجد في العدين من المناضلين المخفيين وحين تم أول لقاء في تعز بين أحمد المطاع القادم من صنعاء من أجل وضع خريطة اليمن وبين أحمد محمد نعمان الذي أسس نادي الإصلاح الأدبي في ذبحان وفي اللقاء الذي شارك فيه السيد عباس أحمد باشا والشيخ حسن الدعيس وعلي الفقيه المعروف بالمستر على الأستاذ محمد أحمد حيدره, وكان ذلك اللقاء في عام 1935م ثم لقاء المدينتين وقام أول تنظيم يمني شامل فأسست الجمعية اليمنية واختير الأستاذ نعمان رئيسا لها ومن يومها بدأ الاتصال المباشر بين تعز وصنعاء.. إلخ

شعر:
لله في الكرب مهما اشتد تحليل
ومعه لطف وتيسير وتسهيل
بصورة الشرح فيما قلت قاضية
ولي على الله في التصريح تعويل
في كل وقت له شأن يدبره
خلق ورزق وإعطاء وتنويل

قد يعجبك ايضا