إبــداعــات مـحـفـوفـة بـروعـة الـجـمـال
فايز محيي الدين البخاري
بعد 22عاما مöن رحيلöهö وبعد أنú طال الانتظار ها هي اليوم الأعمال الكاملة للشاعر المناضل محمد أحمد عبود باسلامة ترى النور بفضل دأبö ورثته على طباعته لتكون في متناول الجميع.
وقد جاءت هذه الأعمال الكاملة في مجلد ضخم وأنيق بلغ عدد صفحاته 915صفحة من القطع الكبير. وحوى المجلد كل المجموعات الشعرية التي طبöعتú في حياةالمؤلف إلى جانب بعض القصائد التي لم توثق بإصدار سابق.
ومجموعاته الشعرية السابقة التي حواها مجلد الأعمال الكاملة هي:
– زهور من حدائق اللواء الأخضر
– مسيرة الثورة في لقطات
– السفر بلا مسافة
– ديوان الشعر الشعبي
الكتاب صدر عن مكتبة الجيل الجديد الشهر الأخير من عام 2014م المنصرم وقدم له الأديب الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح الذي أشار إلى أنه عرف الشاعر محمد أحمد عبود باسلامة أواخر الخمسينات من القرن الماضي بعد خروجه مباشرة من سجن القلعة بصنعاء حيث كان قد أودöع فيه هو وعدد من زملائöهö الثائرين الشباب من أبناء مدينة إب التي بشرتú بالثورة ومهد أبناؤها بمواقفöهم الوطنية الشجاعة بقرöب اليوم الخالد السادس والعشرين من سبتمبر.
ويضيف المقالح: وكما أثارتú وطنيته إعجابي فقد لفت انتباهي ما يتمتع به من تواضع قل نظيره في كل من عرفت مöن شعراء هذه البلاد. وقد أسهم بعد قيام الثورة بجهد نضالي متميز وعندما تأسس اتحاد الأدباءö والكتابö اليمنيين في أوائل سبعينات القرن الماضي كان واحدا من مؤسسي هذا الاتحاد ومناصريه بوصفه نواة الوحدة اليمنية الشاملة. ومنú تأمل في قصائد هذه الأعمال الشعرية الكاملة يستطيع أنú يتبين مدى حماسته الصادقة لقيم النضال والوحدة.
ويمكن القول أن شاعرنا أجاد المزاوجة في الكتابة الشعرية بين الفصحى والعامية وهي ظاهرة عرفها معظم الشعراء اليمنيين الذين جمعوا بين كتابة القصيدة الفصحى والقصيدة العامية. وربما تكون هذه الظاهرة قد تأسستú على أيدي الشعراء الفنانين المشاهير أمثال: السودي والآنسي والعنسي وابن شرف الدين الذين كانوا يكتبون قصائدهم بالفصحى والعامية وتركوا لنا دواوين مكتوبة بهما.
في مجموعته الشعرية الأولى (زهور مöن حدائقö اللواء الأخضر) تحدث الشاعر عن سبب تسمية المجموعة وتأثير بيئة إب في شاعريته حيث قال:
إن من يعيش في طبيعة جميلة المناظر يتذوق الجمال مöن مناظرöها الخلابة ومدينة إب درة اللواء الأخضر تحفها الطبيعة الساحرة في صباحها الصافي وسمائها الزرقاء وشمسها الدافئة وربيعها الفواح بكل شذى الزهور وصيفها الممطر الذي يفجöر المياه من جبالها الخضراء فتلوح منسابة من قمم الجبال المحيطة بها وكأنها سلوس فضية تزين صدرها ثم مروجها الخضراء يصافحها شعاع الشروق فتعكس لونها الزمردي عن زرقة الفضاء بل ويعكس على ألوان الطبيعة فيها لون صفائه ليخلق جوا حالما له عبقه في مشاعرöنا ونحن نرى لوحة رائعة الجمال أبدعتها يد الخلاق جل جلاله. أفلا يخلق ذلك في نفس الإنسان الذي يعيش هذه الطبيعة بكرة وأصيلا ميلا إلى حب الجمال في الطبيعة والإنسان¿! فكيف بأحاسيس الشاعر إزاء هذا الجمال البديع¿!
ولعل هذه المقطوعة التالية تؤكöد ما ذهب إليه الشاعر آنفا حيث في قصيدة بعنوان (في أحضان الريف):
قلú لöمحبوب جفا دنيا الحضرú ** ما له في عزلةö الريفö استقرú¿
هل تناسى أنني مöن بعúدöهö ** مöن لهيبö الشوقö في نار سقرú
……………………..
وإلى القريةö في ربوتöها ** حيث تعلوها كباقاتö الزهر
قد مضينا ويدي في يدöهö ** نقطع الأبعاد والنجوى سكرú
وبدار مشرöف مöن دورöها ** قد نزلنا وجعلناه مقر
ودنا الليل وما أجمله ** في صفاء مقمöر بعد المطر
والهواء الطلúق يذكي شوقنا ** لنقود الخطو في ضوءö القمر
ومöن الربوةö جئنا موضعا ** نائيا نقضي بهö بعض السمر
حيث يشدو الماء في جدولöهö ** بالغرامياتö مöن شöعúرö (عمر)
والفضاء الرحب يجلو قمرا ** نوره الفضي للكونö عمر
وهذا النص الشعري يذكöرنا بأشعار الطبيعة الفاتنة لدى شعراء الأندلس الذين افتتنوا بتلك المناظر الخلابة التي احتوتها أرض الأندلس فأنتجوا لنا شعرا بديعا ومتفرöدا في مسار الأغراض الشعرية العربية لا يزال وهجه يتوالى حتى اليوم.
ومثلما قال ابن خلدون أن الإنسان ابن بيئته فقد جاءتú الكثير من نصوص الشاعر المناضل محمد أحمد عبود باسلامة لتؤك